التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 02:47 م , بتوقيت القاهرة

تصريحات سليماني تثير أزمة بين الأردن وإيران

بعد أن أضاف قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الأردن إلى قائمة الدول التي تتحكم فيها طهران، خلال إحدى الندوات، سارعت السفارة الإيرانية في عمان إلى نفي التصريحات المنسوبة لسليماني، بشأن تهديده للأردن بـ"ثورة إسلامية"، لتحتوي بذلك بوادر أزمة سياسية بين البلدين.


ونشرت وسائل إعلام أردنية شبه رسمية نص بيان السفارة، الذي قالت فيه إن بعض وسائل الإعلام نشرت حول سليماني "أخبارا وتحليلات كاذبة تحمل في طياتها مخاطر قد تنعكس على الرأي العام"، مؤكدة أن دائرة العلاقات العامة بالحرس الثوري نفت صحة تلك الأخبار، متعهدة بملاحقة مروجيها.


وذكرت السفارة أن العلاقات بين البلدين تسير "نحو مزيد من الانفتاح والتفاهم"، في حين تحاول من وصفتها بـ"القوى الكارهة والأطراف المعادية" العمل على "عرقلة مسار تحسين العلاقات.. وتستخدم كل إمكاناتها لاختلاق الفتن والتخويف والتهويل وإيجاد حالات الاحتقان وتكريس الأزمات والنزاعات بين الدول الإسلامية والعربية."


كان سليماني قد صرح خلال ندوة تحت عنوان "الشباب والوعي الإسلامي"، بحضور بعض الشباب من البلدان العربية، التي شهدت ثورات ضد أنظمة الحكم، أن "بلاده حاضرة في لبنان والعراق، وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو آخر لإرادة طهران وأفكارها"، مشيرا إلى أن "ايران بإمكانها التحكم في هذه الثورات لتوجهها نحو العدو، وأن هذه الإمكانية متوافرة في الأردن".


وقد ردت الأردن علي هذه الاتهامات عبر وزير إعلامها والناطق باسم الحكومة، محمد المومني، الذي قال إن التصريحات "مختلفة ومتعارضة"، مؤكدا متابعة القضية مع السلطات الإيرانية من أجل الوقوف على حقيقتها.


كان الرئيس اللبناني ميشال سليمان، قد استدعي السفير الإيراني في لبنان، غضنفر ركن آبادي، للتشاور بشأن ما نشر عن قائد "فيلق القدس"، حين جدد آبادي تأكيد نفي الخارجية الإيرانية لهذه التصريحات.


وقد قوبلت هذة التصريحات بعاصفة من الردود الشاجبة من قوى المعارضة الأردنية واللبنانية، فقد رأى البعض في هذه التصريحات تلميحات إيرانية لمد نفوذها في المنطقة، وتمهيدا لإشعال ثورة إسلامية في الأردن.


ويعتبر سليماني من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، وكان له دور بارز خلال الحرب العراقية الإيرانية، التي استمرت ثمانية أعوام بصفته قائدا للفرقة 41 "ثأر الله".


وبعد أن وضعت الحرب بين البلدين الجارين أوزارها، تسلم مهام بالغة الأهمية والسرية في الحرس الثوري، إلى أن عينه المرشد الإيراني الأعلى بعد عام 2000 قائدا لفيلق القدس، وقام في عام 2011 بترقيته من عقيد إلى فريق نتيجة للخدمات التي قدمها لصالح بلاده في كل من العراق وأفغانستان ولبنان.