نص كلمة السيسي في أديس أبابا: "اتفقنا على عقد قمة سنوية"
ينشر "دوت مصر" النص الكامل لكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي ألقاها، في مؤتمر صحفي عقد، صباح اليوم الثلاثاء، بعد لقاءات موسعة مع رئيس جمهورية إثيوبيا، مولاتو تشومي، ورئيس مجلس الوزراء، هايلي ماريام ديسالين، في القصر الجمهوري، وذلك في اليوم الثاني لزيارته للعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا.
وجاء في كلمة السيسي:
"أود في البداية أن أعرب عن بالغ سعادتي بتواجدي في هذه المدينة العريقة، أديس أبابا، بناءً على دعوة كريمة من أخي وصديقي العزيز، رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، هايلي ماريام ديسالين، وانتهز هذه المناسبة للتوجه بجزيل الشكر لإثيوبيا، حكومةً وشعبًا، على حفاوة الاستقبال المعتادة، وعلى حُسن التنظيم والإعداد لهذه الزيارة.
سعدت صباح اليوم بمقابلة أخي العزيز، رئيس جمهورية إثيوبيا، الدكتور مولاتو تاشومي، كما سعدت بالالتقاء مجددًا بأخي العزيز رئيس الوزراء، لاستئناف أحاديثنا المتصلة في مالابو ونيويورك وشرم الشيخ، وتشاورنا بشأن مختلف جوانب العلاقات التي تربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، وسُبل تعزيزها وتطويرها في مختلف أبعادها، وعلى كافة مساراتها.
وتبادلنا أيضًا وجهات النظر في شأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية، ولاسيما ما يتعلق بمسائل السلم والأمن في قارتنا الأفريقية، كذلك تلاقت وجهات نظرنا حول الخطر الداهم الذي يهدد قارتنا والعالم، وهو خطر الإرهاب الذي يمثل تحديًّا جماعيًّا يستلزم تضافر جهودنا من أجل مواجهته والقضاء عليه، حتى نحمي حاضر ومستقبل شعوبنا.
وفيما يتعلق بموضوع سد النهضة، نعتقد أن اتفاق إعلان المبادئ الذي قمنا بالتوقيع عليه أمس في الخرطوم بالاشتراك مع السودان الشقيق، يمثل خطوة إيجابية على الطريق الصحيح، نحو تعزيز التعاون بين الدول الثلاث فيما يتعلق بنهر النيل ولمعالجة شواغل كل طرف، وهي خطوة على طريق التعاون المشترك والمصالح المتبادلة وتفعيل مبدأ "تحقيق المكاسب للجميع"، ونأمل أن تتلوها خطوات أخرى على صعيد تحقيق هذه الأهداف التي لا تتعلق فقط بالعلاقات بين دولنا اليوم وغدًا، ولكن تتعلق بحياة ومستقبل ورفاهية أجيالنا المقبلة.
كما اتطلع إلى أن أنقل رسالة المحبة والسلام والتعاون من شعب مصر إلى الشعب الإثيوبي الشقيق من خلال حديثي غدًا أمام البرلمان الإثيوبي بمجلسيه، وتم الاتفاق خلال اللقاء على تشكيل لجنة وزارية تعمل تحت الإشراف المباشر لي ورئيس الوزراء الإثيوبي لبحث تفاصيل اتفاق إعلان المبادئ؛ بغية التوصل إلى اتفاق متكامل حول موضوعات المياه بين البلدين، وستكون عضوية هذه اللجنة مفتوحة أمام الأشقاء في السودان للمشاركة فيها.
كما تم أيضًا الاتفاق على ترفيع مستوى اللجنة المشتركة لتصبح على مستوى القمة بدلًا من المستوى الوزاري، على أن تعقد بين البلدين بالتناوب سنويًّا، ونأمل في أن تساهم هذه الإجراءات في تعزيز الثقة، وإزالة الشكوك والمخاوف، التي قد تكون لدى البعض في مصر أو إثيوبيا، كما نرجو أيضًا أن يكون اتفاق إعلان المبادئ الذي تم توقيعه بالأمس قاعدة للانطلاق نحو مستقبل أفضل، وأؤكد على أنه لا مجال للعودة إلى الوراء.
وأود مجددًا أن أتوجه بالشكر والامتنان لأخي رئيس الوزراء ديسالين على حُسن الاستقبال وكرم الضيافة، وادعوه إلى زيارة بلده الثاني مصر في أقرب فرصة ممكنة، ولاسيما للمشاركة في مراسم الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، ولتكون زياراتنا المتبادلة تقليدًا مستمرًّا يؤكد على مدى الارتباط الوثيق، وأهمية وقوة العلاقات بين بلدينا، والتاريخ والمصير المشترك بين شعبينا الشقيقين.