تسود حالة من الخوف والقلق لدى 46 أسرة من أبناء قرى مركز أبنوب التابعة لمحافظة أسيوط، والذين قرروا السفر لإحدى الدول الأوروبية، في هجرة غير شرعية، منذ شهر سبتمبر من العام الماضي، وانقطع اتصال الأبناء بذويهم، ولم يستدل الأهل عن أي معلومات تفيد بوجودهم أحياء أو حتى أموات .

"دوت مصر" التقى بأسرة أحد الشباب الذين اتخذوا من الهجرة الشرعية طريقا لتحقيق أحلامهم، إلا أنهم ذهبوا ولم يعودوا، واختلط الشعور بالذنب لدى أولياء الأمور، مع الأمل في أن يجدوا أبناءهم حتى لو كانوا جثثا.

 ويقول إبراهيم عبدالملاك من قرية عرب الأطاولة التابعة لمركز الفتح، والذي يعمل ممرضا بعيادة خاصة، لـ "دوت مصر"، إن ابنه جوزيف، والذي التحق بالسنة الأولي بكلية الخدمة الاجتماعية، قرر السفر مع غيره من زملائه لبعض السماسرة، مقابل دفع مبلغ 32 ألف جنيه بعد وصول كل منهم لإيطاليا، مضيفا: " ورغم رفضنا ذلك خرج خلسة، وسافر ومنذ يوم 6 سبتمبر من العام الماضي، كانت أخر مكالمة مع ابني جوزيف والذي لم يتجاوز (21 عاما)، حيث قال لي بالنص "يا بابا ركبونا عربية ويمكن نركب في الليل .. انا هقفل التليفون وابعتلي رصيد .. سلام".

وأضاف عبدالملاك: "انا مكنتش عاوزه يسافر ، هو شاف زمايله اللي في سنه سافروا ، وسافر دون علمي، ومنذ فترة قريبة أخبرنى أحد الأهالي بأنهم شاهدوا صورة ابني  متواجد في أحد المخيمات للاجئين السوريين بمحافظة الإسكندرية ، مشيرا إلى أنه على الرغم من تحركهم منذ أن انقطعت جميع الاتصالات والمعلومات يوم  6 سبتمبر  2014 وحتى ا?ن،  لم يتلقوا أي إجابة تشفي صدورهم.

وقال إسحاق عبدالملاك ، عم الشاب جوزيف ، إنه سافر مع 26 أسرة من شباب قرية أبنوب ، يوم الجمعة الماضي ، والتقى بنجيب جبرائيل، وقدموا إليه صورا من المحاضر التي تم تحريرها في مركز شرطة أبنوب بأسيوط، والصور الخاصة بالشباب، على أمل أن يجدوا ما يستطيع خدمتهم في الوصول إلى أبنائهم الذين انقطعت الاتصالات بهم على مدى 7 أشهر .

وأشار إسحاق إلى أن الأهالي حرروا محضرا رقم 1192 طالبوا فيه بسرعة التحري والبحث عن المفقودين، ومحضرا آخر برقم 764 لسنة 2014، ومحضرا  بمركز شرطة رشيد برقم 4654 لسنة 2014، وفي المحضر اتهموا أصحاب المراكب التي نقلت الشباب بالتسبب في فقدانهم، وتوجهوا بشكوى لمكتب مساعد وزير الخارجية لشئون القنصلية بمواصفات المفقودين وصورهم ، كما حرروا محضرا رسميا تحت رقم 2/308 أحوال قسم الأموال العامة في 21 أكتوبر ضد الشخص الذي اتفقت معه الأهالي بمركز أبنوب.

من جانبه نفى الباحث بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات، مينا ثابت، ما تردد من أنباء بشأن اختطاف 26 شخصًا بليبيا مؤكدًا بأن تم اختفاءهم منذ أكثر من 6أشهر أثناء هجرة غير شرعية متجه إلى إيطاليا.

وأضاف ثابت في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر" أن الأهالي سبق وتقدموا ببلاغات واستغاثات إلى النائب العام ورئيس الجمهورية من أجل التحرك لمعرفة مصير أبنائهم.

وكشف ثابت على بعض أسماء المفقودين، والذين تعرضوا للاختفاء إثر رحلة غير شرعية إلى إيطاليا وهم (إبراهيم محروس حبيب ملك، وأبانوب مجدي بشاي يوسف، وأسامة سعد رشدي شحاته، وإيهاب حمدي حنين علم، وباسم ثروت كامل زكي، وعصام عزت نمر وسيلي، وعمر ممدوح محمد عمر، وأحمد عبدالرحمن محمود، وبطرس خيري جميل ساروفيم، وعماد صلاح صدقي ألياس، وعصام عيد أيوب ألياس، وكيرلس عصام عطى برسوم، وريمون جمال حليم سلامة، وريمون كريم سيد ملك، ومينا هشام شكير جميل، ومجدي مقنع ناشد إسكندر، وملاك جيد بولس جبرائيل، وماريو مدحت باشا، ومحمد جميل بدر ناصر، ويوسف سامي تواضروس نصير، ووجدي وجية طلعت فهيم، ومينا صبح منصور حنا).