التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 09:51 ص , بتوقيت القاهرة

ما ذنب الميريلاند؟!

وكما قال مرشد الإخوان السابق محمد بديع ما ذنب النباتات؟! والنبي كان رائع وحنين عيبه بس أن النباتات كانت أهم من البشر، ولكن ما ذنب الميريلاند؟! وهل سنجد نفس المصير مستقبلاً لمتنزهات وحدائق أخرى أمثال حديقة الأندلس وحديقة الأسماك!



هل وصلنا لمرحلة الدولة "العبيطة" التي لا تُدرك قيمة الأشياء التي تمتلكها؟! وفي هذه المرحلة تحديدا التي من المفروض أنها مرحلة بناء فيحْوَل الآخرون ويهدمون، هل يوجد مستقبل دون تاريخ !! كما يقول مفيد فوزي ناعيا أهالي مصر الجديدة على مذبحة الأشجار في الميريلاند، أن الحدائق رئة المدينة ومن يزيلها متخلف عن العصور، فتحضر الدول يقاس بالمساحات الخضراء.


وكأنّ هناك مجزرة مقصودة لمصر الجديدة، فمجزرة الميريلاند ليست الوحيدة سبقتها بسنين منتزه غرناطة، والآن مركز الطفل للثقافة ( متحف سوزان مبارك للطفل سابقاً)، هناك حملة لتقطيع الأشجار القديمة والعالية لسبب مجهول بشهادة ساكني مصر الجديدة، أن هناك تدمير ممنهج يحدث للمساحات الخضراء في مصر الجديدة من أجل أصحاب المصالح القذرة .


نعم حديقة "الميريلاند" تاريخ..  فحديقة الميريلاند من أكبر حدائق مصر الجديدة، وربما أكبر حدائق القاهرة يوجد بها بحيرة يقال إنها رُدمت الآن، كانت تبحر بها المراكب الصغيرة، ويوجد بها العديد من الأشجار العالية والوارفة الظلال، وتمتد على طول ثلاث محطات للمترو، الذي يمر أمامها، وهو مترو عبد العزيز فهمي.


تاريخ إنشاء حديقة "الميريلاند" يعود إلى عام 1949 ولم تكن معروفة بهذا الاسم منذ هذا التاريخ، حيث كان يحل محلها نادي سباق الخيل في عهد الملكية، والبارون إمبان الذي كان معروفًا بأنه صاحب أراضي مصر الجديدة.


وعند قيام ثورة يوليو 1952 وقرار التأميم بدأ التفكير في نقل سباق الخيل من هذه المنطقة إلى منطقة نادي الشمس، وسمي بعد ذلك بنادي الفروسية، وفي عام 1958 تم تخطيط المكان لتكون به حديقة مكان سباق الخيل، وأطلق عليها الميريلاند المشهورة.


وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تم تخطيطها لتكون حديقة يرتادها الجمهور، وتتكون من كازينو وأراضي تزحلق (الباتيناج)، وظلت على هذا الوضع من عام 1963 حتى عام 1980، وأنشئ بها مشتل خاص يستعمل في تشجير الحديقة، وبيع بعض نباتات الظل للجمهور، ثم قامت شركة أليكس بتأجير هذه الحديقة، وقامت بإنشاء ثلاث كافتيريات لخدمة الجمهور، بالإضافة إلى البحيرة والمراكب فيها والبط وحديقة حيوان مصغرة، ونظرا لعدم وجود إضاءة كافية بالحديقة، فكان العمل بها من الساعة الثامنة حتى الخامسة مساء.


في عام 1997 آلت الحديقة إلى مجموعة شركات سندباد السياحية التي قامت بتحويلها إلى مكان ترفيهي سياحي عالمي، حيث تم إنشاء بعض المطاعم العالمية، ومنطقة للألعاب الترفيهية ومكان لعروض الدولفين وكلاب البحر، بالإضافة إلى المساحات الخضراء الشاسعة في الحديقة البالغ مساحتها أكثر من 30 فدانا. إلى أن قام ما يسمونه بتطوير الميريلاند، وقيام الشركة المستأجرة بمذبحة أشجار الحديقة وإزالتها لإقامة جراج بدلاً منها.


سكان مصر الجديدة وخاصة القدامى يتحدثون عن المجزرة بأسى وحزن شديد، مطالبين بوقف هذه الجريمة فورا، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه، ومحاسبة المسؤولين عنها، وأن هذه المذبحة التي وصلت إلى 70? من أشجار الحديقة، ليست وليدة اليوم فقد بدأت خطة تدمير الحديقة منذ عامين من خلال عدم الاهتمام بالأشجار حتى بدأت تجف، ولأن الأشجار تخطت السبعين عاماً تجف وتموت، وبعدها قاموا بقطع الأشجار بالليل في الليل ونقلوها في سيارات إلى أماكن بعيدة، ثم وجدوا أعمال بناء داخل الحديقة، علموا بعد ذلك أنه تقرر إقامة جراج مكانها.



ننتظر الآن لنرى ماذا سيفعل المحافظ بعد قراره بإيقاف أعمال مشروع تطوير حديقة الميريلاند، وتكليف رئيس حي مصر الجديدة باتخاذ الإجراءات التنفيذية في تطبيق قراره ومراجعة شاملة لأعمال قطع الأشجار وتهذيبها مع قوانين وزارة البيئة، ومدى ما لحق بالأشجار من أضرار، وإن كنت أرى تدخل الرئيس شخصياً في الموضوع لإيقاف المهزلة ومهازل أخرى قد تتكرر في المستقبل، ولا أدري لما نهرب من تكدس الشوارع باستبدال الحدائق بالجراجات  هل أصبح هذا هو الحل والبديل ؟!