التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 11:54 م , بتوقيت القاهرة

خبير آثار: العلاقات التجارية بين مصر وإثيوبيا عمرها 1500 عام

أكد مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار، عبدالرحيم ريحان، أن هناك موقعا أثريا مكتشفا بجزيرة فرعون بطابا يؤكد أن العلاقة التجارية بين مصر وإثيوبيا عمرها 1500 عام عبر البحر الأحمر وخليج العقبة، والموقع هو فنار لإرشاد السفن التجارية في خليج العقبة أنشأه الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي قبل إنشاء قلعة صلاح الدين الأيوبي بالجزيرة.


وقال ريحان، في تصريح اليوم الإثنين، إن الهدف من إنشاء هذا الفنار كان لخدمة التجارة البيزنطية عن طريق أيلة (العقبة حاليا)، خاصة تجارة الحرير ذات الأهمية الكبرى بالنسبة للكنائس لاستخدامه في الستائر المزركشة، حيث كان الكثير منها مطرز بالذهب والفضة وكذلك استخدامه في أكفان للموتى.. وفي السنوات الأولى بعد تأسيس القسطنطينية كان بها خمس نقابات لا تتعامل إلا في الحرير كصناعة وتجارة، وكان يحتكر تجارة الحرير الفرس، بينما تخصصت مملكة أكسوم (إثيوبيا) في تجارة التوابل والتي ظهرت في القرن الأول الميلادى ودخلوا المسيحية في القرن الرابع الميلادي، وكانت تجارة التوابل تنقل من مملكة أكسوم على البحر الأحمر إلى سيلان.


وأوضح أن الإمبراطور جستنيان حرص على أن يحرر التجارة البيزنطية من اعتمادها على الفرس فأسس اتصالا مباشرا مع الهند عن طريق الميناء البيزنطي على خليج العقبة، وهو ميناء أيلة، ولذلك أنشأ فنارا للسفن بجزيرة فرعون المواجهة لأيلة، وكان للبيزنطيين نشاط تجاري كبير في القرن السادس الميلادي واستوردوا الحرير من الهند وإثيوبيا، وكان تجار إثيوبيا يجلبون هذه البضائع لميناء (Adule) على البحر الأحمر، وهي عاصمة مملكة أكسوم، ومنها تنقل السفن البيزنطية البضائع إلى جزيرة إيتاب (جزيرة تيران الحالية التى تقع عند قاعدة خليج العقبة تجاه رأس محمد)، وتتجمع فى إيتاب أيضا المراكب البيزنطية التي تتاجر في التوابل مع الموانئ العربية على الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر.


وأضاف "أنه كان في إيتاب محطة الجمارك الإمبراطوري لتحصيل الضرائب عن التجارة القادمة من الهند إلى الموانئ البيزنطية، حيث تبحر السفن إلى أيلة أو القلزم (السويس حاليا) ومن القلزم برا إلى النيل ومنه للإسكندرية، ومنها يتم توزيع منتجات الشرق لكل حوض البحر المتوسط.، وكانت التجارة المتبادلة فى عهد البيزنطيين تشمل البردي والتوابل من مصر، وكانت التوابل تأتي لمصر من الشرق الأقصى.


وأشار ريحان إلى أن مساحة الفنار البيزنطي المكتشف بجزيرة فرعون 22م من الشرق للغرب 13م من الشمال للجنوب بني من الحجر الجرانيتي المقطوع من نفس التل وبلاطات من الحجر الجيرى في الأسقف، ويتوسط الفنار مبنى مساحته 7.5م طولا 4.80م عرضا يشمل سكنا خاصا لقائد الحامية البيزنطية وغرف حراسة وإقامة للجنود، مبينا أنه أعيد استخدام هذا المبنى فى عهد صلاح الدين كتحصين جنوبى لقلعته وأحاطه بسور دفاعي.


كما تم الكشف عن كنيسة بيزنطية بوسط جزيرة فرعون مرتبطة بالحامية البيزنطية المتواجدة لحراسة الفنار، وقد حافظ عليها القائد صلاح الدين حين بناء قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون 567هـ 1171م ولم تمس بسوء، وقد اكتشفت كاملة بأحجارها التي تحوى كتابات ورموز مسيحية.