استقبل سكان بعض القرى الشرقية لموريتانيا، الرئيس محمد ولد عبد العزيز بزجاجات مياه فارغة، تعبيراً عن غضبهم من عدم حصول قراهم على إمدادات الماء ونضوب الآبار التي حفرتها الجمعيات الخيرية في المنطقة. حسبما ذكرت شبكة "العربية".

وحمل عدد من مستقبلي الرئيس في مدينة العيون، زجاجات فارغة للتعبير عن تردي خدمات مياه الشرب في كبرى مدن الشرق، وعبر السكان عن غضبهم من استمرار أزمة العطش التي أهلكت مواشيهم ومزارعهم، وأثرت بشكل كبير على حياتهم اليومية ورفعت نسبة هجرة السكان من الشرق إلى الغرب وتحديدا العاصمة نواكشوط.

وأمر ولد عبد العزيز، الذي يقوم بجولة في المناطق الشرقية منذ قرابة أسبوع، وزير المياه والصرف الصحي محمد ولد خونه بالبدء فورا بربط مدينة جيكني بشبكة مياه بحيرة "أظهر". في حين قال الوزير إن "النقص الملحوظ في مياه الشرب على مستوى بعض مناطق الشرق يعود لعدم وجود كميات كافية من المياه الجوفية فيها"، مشيرا إلى أن "أزمة النقص الحاد في المياه ستنتهي بعد قرار الرئيس ربط هذه المنطقة بمشروع الشبكة المائية لبحيرة "أظهر".

ورصدت الحكومة 38 مليار أوقية (122.580.000 دولار تقريبا) لمشروع "أظهر"، بالتعاون مع شركائها في التنمية، ويعتمد هذا المشروع على مكونين أساسيين: شمالي وجنوبي، الأول يتمثل في 16 بئراً والثاني في 8 آبار، ستكتمل أشغال المرحلة الأولى في مايو 2016، وفق ما أعلنت عنه الحكومة.

وزار ولد عبد العزيز في نهاية جولته بولاية الحوض الشرقي مقطعا من خط أنابيب النعمة تمبدغه الذي سيزود مدينة "تمبدغه" بماء الشرب انطلاقا من بحيرة أظهر بطاقة إنتاج تبلغ 12 ألف متر مكعب يوميا.

وتعاني أغلب مناطق الداخل الموريتاني أزمة مياه، خصوصا مع حلول فصل الصيف، ويترقب السكان تنفيذ هذه المشاريع للقضاء على شح مياه الشرب والشلل في شبكات المياه بمعظم القرى بالحوض الشرقي، ما يهدد حياة السكان والثروة الحيوانية باعتبارها مصدر دخل سكان قرى الريف الموريتاني.