"عبد الرحمن عزام".. أول أمين لـ"جامعة الدول العربية"
تحل اليوم الذكرى الـ70 لتأسيس جامعة الدول العربية، التي كان أول أمين لها عبدالرحمن باشا عزام، فمن هو هذا الرجل؟
ولد عبد الرحمن عزام باشا في 8 مارس 1893 بالشوبك الغربي، مركز العياط، محافظة الجيزة، من أسرة عربية تنتمي أصولها إلى جزيرة العرب، درس الطب في كلية سان توماس بجامعة لندن سنة 1912، وبدأ نشاطه السياسي في لندن، حيث كان رئيس الجمعية المصرية "أبو الهول" والتي أسسها الطلبة المصريون بلندن".
يطلق عليه "جيفارا العرب" لأنه شارك في حروب كثيرة، منها الحرب ضد الصرب في صفوف العثمانيين، وحارب الإنجليز مع أحمد الشريف السنوسي في ليبيا، وحارب ضد الطليان، كما أنشأ الجيش المرابط خلال الحرب العالمية الثانية، وساهم في صنع أول جمهورية في العالم العربي، وهي "الجمهورية الطرابلسية".
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، سافر إلى تركيا وعمل مراسلا صحفيا وشارك في حرب البلقان مع قوات الدولة العثمانية، وعاد إلى مصر عام 1915، ثم سافر إلى ليبيا، وشارك في الحركة الليبية الوطنية ضد الاحتلال الإيطالي، وكان أول مستشار للجمهورية الليبية الأولى، وظل يناضل في صفوف القوات الليبية ويوفق بين الزعماء الليبيين، حتى عام 1922.
كان عبد الرحمن عزام باشا مناضلا ضد الاحتلال البريطاني لمصر التي عاد إليها في عام 1923، وانتخب في أول مجلس نواب مصري عام 1924 بعد إعلان الدستور، وكان أصغر أعضاء المجلس سنا واختير سكرتيرا لمجلس النواب وأعيد انتخابه إلى عام 1936.
في عام 1936 عين وزيرا مفوضا وممثلا فوق العادة للمملكة المصرية وشملت هذه المفوضية عدة دول عربية وإسلامية هي العراق وإيران وأفغانستان و السعودية، وفي عام 1939 نقل للعمل في تركيا وبلغاريا.
اختير عام 1939 وزيرا للأوقاف، ثم وزيرا للشؤون الاجتماعية، وتولى أثناء الوزارة مهمة تأسيس القوات المرابطة، وعين قائدا لها إلى جانب عمله كوزير، ثم وزيرا للخارجية بعد ذلك.
عام 1945 كان عبد الرحمن عزام باشا عضوا في الوفد المصري لوضع ميثاق جامعة الدول العربية، وعند توقيع ميثاق جامعة الدول العربية في 22 مارس 1945 اختير بالإجماع كأول أمين عام للجامعة وظل فيها إلى عام 1952.
تبنى أثناء فترة أمانته قضية حرية واستقلال "إندونيسيا" ودعا إلى استقلالها وطرح الأمر أمام مجلس جامعة الدول العربية، وكانت الجامعة أول منظمة دولية تعترف باستقلالها.
منحته حكومة الدولة العثمانية قبل انتهائها في 1923 النيشان العثماني المجيدي والهلال الحديدي، وبعد انتهاء عمله في جامعة الدول العربية عمل مستشارا لدى دولة السعودية، وتقلد أرفع الأوسمة من حكومات الدول العربية "العراق وسوريا ولبنان والأردن"، وكذلك من حكومات "أفغانستان وإيران وتركيا ودولة الفاتيكان".
توفي عبد الرحمن عزام باشا في 2 يونيو 1976 عن عمر يناهز 83 عاما، ودفن بمسجد عزام بحلوان.