فيديو| مقربون لـ"سيد درويش": بدل ما تغنوا له ابنوا بيته
"زورني كل سنة مرة".. أغنية لحنها وغناها فنان الشعب "سيد درويش" ولبى نداءها السكندريون بحفل سنوي يقام بالمنطقة التي عاش بها (كوم الدكة – بالإسكندرية) في ذكرى ميلاده؛ متسائلين عن منزله كي يزوروه ولكنهم لا يجدوا منه سوى حطام تحول إلى مقلب للنفايات بحد وصف أهالي المنطقة التي تحدثت عن عدم ملكيته للمنزل الذي عاش به عمره؛ بينما مات بمنطقة أخرى (محرم بك) بعد أن لحن النشيد الوطني "بلادي بلادي".
يتحدث البعض عن مبادرة أطلقها فنانون من أجل شراء منزل فنان الشعب، وتحويله إلى مزار ثقافي وسياحي، ولكن بعد أن أقيم مزاد لشراء المنزل، لم تترجم المبادرة إلى واقع بعد سنوات منها، ليتحول في النهاية إلي أسوار من الطوب تسكنه القاذورات.
لم يكن منزل سيد درويش يعود إليه من حيث الملكية وفقا لما أكده كيلاني الديب، صديق العائلة منذ الطفولة وشب مع أبناء محمد البحر الابن الأكبر لسيد درويش، فقد كان منزلا مؤجرا، وبعد أن غادره ليكمل مشواره الفني بالقاهرة سكنه من بعده رجل يدعى فوزي وابنه الصغير حتى قامت عائلة الشتيويوي بإخراجهم من المنزل الذي تكون من طابق أرضي واحد، بحجة حاجتهم لبناء عقار كبير محله بعد أن وفروا لفوزي وابنه شقة أخرى بنفس قيمة الإيجار في محيط كوم الدكة.
وأكد كيلاني أن محاولات العائلة لهدم المنزل نجحت إلا أن محاولة بنائه من جديد على هيئة عقار كامل باءت بالفشل بعد أن تصدرت عائلة درويش التي ما زالت تمتلك منزلا آخر بالإيجار بالشارع المقابل للمنزل الأصلي له وعدد من محبي الفن، لمنع اصحاب الأرض من بنائه بحجه أنه بمثابة مكان تاريخي عاصر فنان عظيم، لتستمر معاناة الأرض التي خطاها سيد درويش وعاش بين زواياها لأكثر من عشرين عاما تزورها أكياس القمامة من قاطني المنطقة ولا يزوها أحد من الفنانين أو المهتمين لأمر الثقافة.
أما محمد الفلسطيني، تاجر أنتيكات بكوم الدكة وجار عائلة درويش، فقد انتقد الحال الذي آلت إليه منطقة كوم الدكة عامة، فبعد أن احتضنت عددا من الفنانين أصبحت خارج خريطة اهتمام المسؤولين، متمنيا أن يعود الاهتمام الحكومي بالمنطقة من جديد لإحياء ذكرى سيد درويش بشكل لائق بدلا من هؤلاء الذين يأتون ليغنون ساعات في ذكرى ميلاده، ومن ثم يرحلون دون أن يصنعوا شيئا حقيقيا لهذا الرجل العظيم، على حد تعبيره.