فيديو| ليلة سقوط صدام.. من حي المنصور إلى "حفرة العنكبوت"
12 عاما مروا على الغزو الأمريكي للعراق، عانت خلالها بلاد الرافدين من ويلات الاحتلال والإرهاب، وتدمير الاقتصاد، إلى أن تركتها واشنطن وقواتها في أيدي التنظيمات الطائفية والإرهابية، لتكتب ذلك فصلا جديدا من فصول "سقوط بغداد".
في التاسع من إبريل 2003، أدرك الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أن الأمور أخذت منحى جديدا بعد الغزو الأمريكي وبسط قوات التحالف سيطرتها على بلاد الرافدين، حينها بدأ التنقل من مكان إلى آخر، حيث توجه من حي المنصور إلى حي الإسكان، ومن ثم إلى حي علي صالح، إلى أن وصل إلى حي الأعظمية قرب مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان في العاصمة بغداد.
الظهور الأخير قبل الاختفاء
كان الظهور الأخير لصدام في منطقة الأعظمية، حيث تواجد مع مجموعة من "الفدائيين"، وقاد عملية عسكرية معهم قُتل فيها العديد من رجاله، وبمجرد اختفاءه، اختفى معه قيادات الجيش العراقي، وصار الأمر ينبئ باقتراب النهاية.
سر الاختفاء
8 أشهر أرهقت الأمريكيين في رحلة البحث عن صدام الذي تنقل بين عدة منازل، قبل العثور عليه، حيث وجد في مزرعة تابعه لسائقه، علاء نامق، الذي تحدث لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن أسرار عملية اختفائه.
يقول "نامق" إن صدام حسين أتى بكل بساطة إلى مزرعته وطلب المساعدة، فوافق الأول، إلا أنه حذره من احتمال انكشاف مخبأه والقبض عليه وعندها قد يتعرض للتعذيب.
وأوضح سائق صدام أن الرئيس العراقي الراحل لم يكن أبدا يستعمل الهاتف، لمعرفته أن الأمريكيين يتنصتون عليه، كما أنه كان يكتب ويقرأ كثيرا، وكان نهما على النثر والشعر، إلا أن الجنود صادروا كل ما كتبه.
وبحسب كلام "نامق"، كان صدام يراسل زوجته وابنته لكنه لم يقابلهما، بل اقتصر زواره في المزرعة على ولديه عدي وقصي، وكان السائق هو من يرتب لقاءاتهم.
عملية الفجر الأحمر
ألقي القبض على صدام حسين في الحفرة التي كان يختبئ فيها على يد قوات الائتلافـ بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في 13 ديسمبر 2003، وأطلق على العملية اسم "الفجر الأحمر"، حيها أظهرته الصورة أشعثا أغبرا بعد سحبه من حفرة العنكبوت، في بلدة قرب مدينة تكريت شمال غربي العراق.
روايات مختلفة
اختلفت الروايات حول طريقة القبض على صدام، حيث يقول السيناريو الأمريكي إن عملية القبض تمت في الحفرة الشهيرة دون مقاومة تذكر، بينما تقول روايات عراقية إن صدام ورفاقه دخلوا في معركة دامت أكثر من 30 ساعة استخدمت فيها جميع الأسلحة حتى المحرم منها، وبغض النظر عن طريقة اعتقال صدام إلا أن النتيجة كانت واحدة، وهي وقوعه في يد القوات الأمريكية إلى أن تم إعدامه فجر يوم عيد الأضحى، العاشر من ذي الحجة، الموافق 30 ديسمبر 2006.