فيديو| وجوه الرؤساء العرب.. مصدر رزق خطّاط الدقي
تجده جالسا بسنواته الخمس والأربعين، على كرسيه بجانب "الكُشك" الذي أسسه منذ أكثر من 20 عاما، بعدما خذله الحظ، ولم يُوفق في إيجاد وظيفة حكومية تعوضه عما صرفه من أموال، لكي يتخرج من كلية التجارة بجامعة الأزهر، كحال الكثيرين ممن فشلوا في إيجاد فرص للتعيين أو العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة.
قرر مهدي خيري، تعلم حرفة، ليعيش من رزقها، ويؤسس بيتا، فتعلم فن الخط، وتعاون مع أحد رسامي البورتريه، ومن هنا أسس الكُشك، الذي تجده على ناصية أحد الشوارع المتفرعة من ميدان الدقي، وأكثر ما يجذبك للوقوف أمام كُشك عم مهدي رسومات الرؤساء العرب، التي يعلقها دون أن يخشى أحد، ومن أبرزهم ملك السعودية الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والرئيس الراحل أنور السادات، ورئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ورئيس اليمن عبدربه منصور هادي.
ويقول عم مهدي لـ"دوت مصر"، إنه جاء من الشرقية، مسقط رأسه، ليدرس بجامعة الأزهر، لكنه لم يجد وظيفة حكومية، وهو ما جعله يبدأ التفكير في أن يصبح خطاطا، ونجح في ذلك، ويرى الخطّاط أن صور الرؤساء العرب التي رُسمت على مدار السنين الماضية، هي ما تجذب السائحين العرب، وخاصة أهل الخليج، فيتوجهون للكُشك ويسألوه عن طبيعة عمله، ويطلبون منه رسومات، مؤكدا أن رسومات الرؤساء تتفاوت أعمارها بين 15 سنة و10 سنوات، وآخر ما تم رسمه هو عبدربه منصور منذ عامين.
وعن اختياره لرسم تلك الشخصيات، أكد عم مهدي أن الشعوب العربية كانت تعشق رؤسائها في الماضي، وهو ما جعله يرسم وجوههم لأنها تلفت الانتباه، ومن خلالها يزداد الطلب من الزبائن على رسم وجوههم أو وجوه يفضلوها، وتأخذ الرسمة بين يومين إلى ثلاثة أيام لكي ينتهي منها الرسام، ويرى مهدي أن مهنته تشجع السياحة، خاصة عندما يعرضوها السائحين في بلادهم، فأحيانا تأتي طلبات لرسم أشخاص معينة في الندوات في بلاد العرب، ويتم التعاون بالتليفون، ويأتون ليتسلموها بعد الانتهاء منها.
ولم تمنع الثورات العربية عم مهدي من استمراره في عرض صور الرؤساء العرب، مُعلقا "دي رسومات تعبنا فيها، وده فن بعيدا عن أي توجه سياسي، فاختياري للشخصيات دي مش معناها أني متفق معاهم أو مؤيد لهم".