المؤتمر.. انطلاقة نحو المستقبل
المؤتمر الاقتصادي لبناء مصر المستقبل، أدخل الأمل والفرح والابتسامة والتفاؤل في قلوب المصريين، وأعاد إليهم أجواء الانتصارات الكبرى في التاريخ، مثل انتصارات أكتوبر، وبث فيهم الروح والثقة بالنفس بأن المصري إذا إراد شيئا فعل وفعل بكل دقة وإرادة.
وإننا نعلم جيدا أن المواطن المصريّ حينما يكون تحت إدارة جيدة يتحول إلى مارد يجعله يصل إلى ما يريد. لننظر إلى دروس التاريخ التي أثبتت أصالة الشعب المصريّ العظيم وروح اللُحمة والتعاضد بين مختلف فئاته، وأن إرادة شعبنا العظيم قد تخطت كافة المصاعب والشدائد.
ها هو المؤتمر الاقتصادي قد انتهى على خير ما يرام والاستثمارات، التي تحتاجها مصر لتنهض وتبني نهضتها الاقتصادية، بدأت في التدفق والاتفاقات أصبحت تُبرم، إلا أن دور شعبنا الحبيب خاصة الشباب بدأ في العمل كما قال السيد المهندس إبراهيم محلب، عمل 24 ساعة على 24، وإلا كل هذه الاستثمارات وهذه الأحلام ستذهب في الهواء وثقة المجتمع الدولي فينا سيهتز.
علينا أولا بالعمل الجاد الذي ليس فيه أي نوع من الكسل والاسترخاء، بل التزام شخصي وجماعي، والعمل على تحقيق الأهداف التي علينا أن نحققها ولن يحققها أحد إلا سواعدنا وعرقنا ودقة عملنا.
كذلك لابد من العلم الدؤوب لرفع مستوى الفكر والتركيز على الإبداع؛ لذا لا بد من تطوير المناهج المدرسية والجامعية الحالية والتركيز على تطوير التعليم الفني بالذات، لأننا نحتاج إليه حاليا في مشروع قناة السويس الجديد والمصانع ولبناء والتشييد المقدمين عليه من محافظات جديدة والعاصمة الجديدة وغيرها.
وأخيرا الأخلاق، علينا أن نعترف أن أخلاق المصريين حصل فيها نوع من الخلل في السنوات الأخيرة، خاصة الشباب، رغم أن المصريين معروفين بأنهم أصحاب أخلاق راقية مهما كان مستواهم الاجتماعي، فعلينا أن نسترجع هذه الأخلاق الطيبة لأن أي تقدم علمي وتكنولوجي لن يكون له قيمة إذا أخلاقنا تدهورت وأصبحنا نعادي بعضنا البعض .
مبروك على مصر والمصريين نجاح المؤتمر، ولكن لكي يكون النجاح كاملاً، لا بد أن نحقق على أرض الواقع المشاريع والاتفاقيات التي أبرمت حتى ننطلق نحو آفاق جديدة، متسلحين بالعمل الجاد والعلم والأخلاق.