التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 03:54 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| مواقف بكى فيها البابا شنودة أمام شعبه

"قابلت الكثير من المشاكل، سواء داخل الكنيسة أو خارجها، لدرجة أنني قلت: ما ابتسامي غير لون من دموعي"، هكذا تحدث البابا شنودة الذي تحل ذكرى رحيله الثالثة اليوم، الثلاثاء 17 مارس، عن أوجاع المسؤولية التي تحملها طيلة حياته، خاصة بعد اعتلائه الكرسي البابوي منذ عام 1971.

ولم يعتد الأقباط على رؤية دموع البابا إلا وهي سجينة عينيه، لا يظهرها أمام شعبه مهما كانت آلامه، بل كان يداريها بالضحك والنكات أحيانا، حتى يظل الأب قويا أمام أبنائه، الذين قد يصيبهم القلق إذا رأوا أقواهم يبكي، إلا أن آلام البابا في بعض الأحيان كانت أقوى من قدرته على الاحتمال.

اعتقال شباب الأقباط

عندما حدثت مشكلة وفاء قسطنطين الشهيرة في ديسمبر 2004، تظاهر بعض الأقباط الغاضبين داخل الكاتدرائية أثناء الاجتماع الأسبوعي للبابا، فحدثت موجة اعتقالات عشوائية من الأمن ضد الشباب الذين ذهبوا للاجتماع، فغضب البابا شنودة مما حدث، وأعلن امتناعه عن إلقاء محاضرته الأسبوعية، وذهب للاعتكاف بدير الأنبا بيشوي بصحراء وادي النطرون، وكانت تلك هي عادته كلما وجد الطريق مسدودا أمام الحلول مع المسؤولين في الدولة.

استمر انقطاع البابا عن الاجتماع حتى وعده المسؤولون بالإفراج عن الشباب القبطي، فعاد البابا شنودة لمحاضرة الأربعاء يوم 22 ديسمبر ليجد جمعا غفيرا من الأقباط يهتف له ومرحبا بعودته، الأمر الذي جعل البابا لا يتمالك دموعه تأثرا من حفاوة الاستقبال من الشعب الذي لم يره منذ فترة، فقال لهم "لست الآن أنا موجودا معكم، وإنما أنتم في قلبي باستمرار، لقد عشت زماني كله في قلوبكم ومازلت أعيش".

وأضاف البابا متأثرا "وعندما ذهبت إلى الدير أخذتكم جميعا في قلبي وفي فكري"، وعن الشباب الذي تم اعتقاله قال "أشكر الله أن بعض المشاكل قد تم حلها ومازال البعض الآخر يحتاج إلى حل، والطلبة أو الشبان الذين في السجن بدون أي ذنب اقترفوه، سأظل حزينا من أجلهم وواضعهم في صلواتي إلى أن يخرجوا جميعا من حبسهم".

حادثة محرم بك

في أكتوبر 2005، وزعت جهات، لا تزال غير معلومة، مسرحية مسيئة للإسلام، قيل إنها من إنتاج إحدى كنائس الإسكندرية، فحدثت حملة من بعض المواقع الإلكترونية والجرائد وبالأخص جريدة الأسبوع، التي يرأس تحريرها الكاتب مصطفى بكري، تشكو من هجوم الكنيسة على الإسلام. الأمر الذي اضطر البطريركية لإصدار بيان تدين فيه أي إساءة للإسلام.

لكن الأمر لم ينتهِ عند هذا، فاحتشدت مجموعة كبيرة أمام كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك بالإسكندرية، وحاصرها وسط وجود المصلين بداخلها، واعتدوا على الكنيسة بإلقاء الطوب وزجاجات المولوتوف والهتافات العدائية، ونجح الأمن في منعهم من دخول الكنيسة، إلا أنه تم تدمير أكثر من عشرين من منازل ومحلات وصيدليات الأقباط ببعض المناطقة الشعبية ما بين الحرق والتدمير والسرقة.

كما أحرقوا جمعية الكتاب المقدس، ودمروا جمعية الملاك ميخائيل التابعة للكنيسة بالإسكندرية، بالإضافة لمهاجمة بعض الكنائس الإنجيلية، ككنيسة الإيمان والأخوة بالإسكندرية، وتحطيم مستشفى إيزيس التابعة للكنيسة، كما تم الاعتداء على راهبة بالسكين، وسجلت مجلة "الكرازة" الناطقة باسم الكنيسة القبطية 43 محضرا حررها الأقباط في النيابة أثناء تلك الفترة.

ذهب الأقباط للاجتماع الأسبوعي للبابا في 26 أكتوبر 2005، منتظرين منه تعليقا على ما جرى، فظل البابا يجيب عن الأسئلة كعادته دون التطرق للحادث، وفي ختام فقرة الأسئلة، قال "أنا شايف أسئلة كتيرة في موضوع الأحداث الأخيرة، شوفوا أيها الأخوة: في ذهني كلام كثير لأقوله وفي قلبي كلام أكثر من هذا، ولكني أفضل أن أصمت، وأنا أريد أن أصمت لكي يتكلم الله، وثقوا أن الله يسمع صوت صمتنا ويدرك كل معانيه وكل ما نعانيه"، وأستطاع البابا أن يغلب دموعه بالصمت قليلا، وانتقل لموضوع العظة وظل يتحدث عن إلقاء الهم على الله، ولكن هذه المرة غلبته دموعه حتى دخل في نوبة بكاء استمرت لدقائق أوقف فيها العظة قبل أن يستأنفها متماسكا.