"الأزهر" يطالب علماء الدين بالابتعاد عن السياسة
طالب وكيل الأزهر الشريف، دكتور عباس شومان، علماء الدين بالابتعاد عن ممارسة العمل السياسي، وليس عن السياسة، موضحا خلال المحاضرة التي ألقاها في ندوة الرواق الأزهري التي عقدت بعنوان "الدين والسياسة من المنظور الفقهي السياسي"، أن علماء الدين لا يحملون مهارات العلوم السياسية والممارسات الدبلوماسية، وإذا قاموا بذلك يسيئون لعلمهم الشرعي عندما يخطئون في ممارسة السياسة التي لا يجيدونها.
وأشار وكيل الأزهر إلى أن علماء المسلمين لهم الكثير من الكتابات في السياسة الشرعية وتنظيم علاقة الحاكم بالمحكوم، ولكن المشكلة في بعض التيارات التي تفهم المتغيرات على أنها ثوابت، وهو ما أوجد التصادم مع السياسة، مؤكدا أنه ليس هناك شكل ملزم للحكم في الإسلام، مبينا أن الخلفاء الراشدين ،رضي الله عنهم، تم اختيار كل واحد منهم بطريقة تختلف عن طريقة اختيار الآخر، واصفا إدعاء أن الإسلام أقر شكلا واحدا للحكم بالفهم الخاطئ للدين.
وأكد شومان على أن الدين لا يصطدم مع السياسة، ولكن لا يجوز أن يطوع الدين لخدمة السياسة، ولا يجوز أن يصطنع العالم حكما شرعيا ليرضي به أصحاب السياسة، ولكن إذا طلب من العلماء رأي شرعي، يجوز لهم أن يبحثوا من صميم الدين ما يتوافق مع الوضع القائم في المجتمع، لا أن يختلق حكما من خارج الدين، مشددا على العالم يجب أن يكون بعيدا عن ممارسة العمل السياسي، ولكن ليس بعيدا عن السياسة، وعلماء الدين والسياسيين يمكنهم معا تقديم الكثير لمصلحة الوطن والمجتمع، فالإسلام يجيز كل مافيه منفعة للناس.