التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:31 ص , بتوقيت القاهرة

الائتلاف السوري من "الخطيب" إلى "الطبيب"

في مثل هذا اليوم، 15 مارس، منذ 4 سنوات، كانت انطلاقة المظاهرات السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، والتي كانت السبب في ما تبعها من أوضاع متأزمة عانت ولازالت تعاني منها البلاد، وسببا في أن تتداعى فصائل المعارضة السياسية والقوى الثورية في سوريا كي تلتقي في إطار قيادي جامع يحشد طاقاتها، ليعلن في العاصمة القطرية الدوحة يوم 11 نوفمبر 2012، الاتفاق النهائي على توحيد صفوف المعارضة السورية تحت لواء كيان جديد هو "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية".

توقيع الاتفاق على تشكيل الائتلاف، الذي يهدف إلى إسقاط نظام الأسد، جاء بعد 3 أشهر من المشاورات بين أطياف المعارضة السورية ودبلوماسيين عرب وغربيين، نتج عنها عدة مبادرات تم دمجها وبلورتها عن طريق الحوار المستمر مع الداخل والخارج، قبل أن تجرى مجموعة من الاجتماعات التشاورية على مدى 3 أيام في الدوحة، من 8 وحتى 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، نتج عنها اتفاق بين قوى المعارضة والمجلس الوطني السوري، بتأسيس ائتلاف المعارضة السورية، وانتخاب الداعية معاذ الخطيب رئيسا له بالتزكية.

معاذ الخطيب
ولد أحمد معاذ الخطيب الحسني في دمشق 1960، وهو خطيب وداعية، وعضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حيث كان خطيبا لجامع بني أمية قبل أكثر من 20 عاما، وجرى اعتقاله من قبل قوات الأمن السورية عدة مرات في عامي 2011 و2012 على خلفية دعمه للحراك الشعبي المطالب بإسقاط نظام الأسد، غير أنه تمكن من الهرب من سوريا في يوليو/تموز 2012.

الخطيب دعا، أثناء ترأسه الائتلاف، المجتمع الدولي لتسليح الجيش الحر، وطرح مبادرة للحوار مع النظام في فبراير/شباط عام 2013، ولكن رفضها النظام فيما اعتبرها ائتلاف المعارضة مبادرة فردية، ليعلن في 24 مارس/آذار من العام نفسه، استقالته من الائتلاف "ليتمكن من العمل بحرية" على حد قوله، وقد شغل مقعد سوريا في مؤتمر القمة العربية الذي عقد بالعاصمة القطرية بعدها بيومين، وألقى كلمة بلاده أمام الرؤساء والأمراء والملوك.

جورج صبرا
وتسلم جورج صبرا رئاسة الائتلاف، لفترة انتقالية، بعد استقالة الخطيب، وذلك من 22 أبريل/ نيسان، وحتى 6 يوليو/تموز 2013، وكان قد انتخب رئيسا لـ"المجلس الوطني السوري"، الذي كان يعد أكبر كيانات المعارضة، بالدوحة في 9 أكتوبر/تشرين الأول العام 2012، خلفا لعبد الباسط سيدا.

صبرا، المولود في 11 يوليو/تموز عام 1947، بمدينة قطنا في محافظة ريف دمشق، وقف منذ البداية إلى جانب الشباب السوري بقوة، وكان له دور كبير ومهم في تهدئة الأحداث ذات الطابع الطائفي في مسقط رأسه، واعتقل في صباح 20 يوليو عام 2011 من منزله، بتهمة "المساس بمعنويات الدولة وتحريض الناس على التظاهر ضد نظام الرئيس"، وبعد شهرين، أفرج عنه وغادر سوريا إلى فرنسا، وانضم إلى الأمانة العامة للمجلس الوطني، قبل أن ينتخب رئيسا له.

أحمد الجربا
وبعد جولات ماراثونية، واجتماعات جرت في المدينة التركية اسطنبول، انتخب أحمد العاصي الجربا رئيسا للائتلاف، الذي كان عضوا مؤسسا فيه، في 6 يوليو من العام قبل الماضي، وأعيد انتخابه لولاية جديدة في 5 يناير/كانون الثاني عام 2014، وانتهت رئاسته في يوليو من العام نفسه.

والجربا، هو أحد شيوخ عشيرة شمر في الحسكة، وهو من كتلة السياسي والمفكر المعارض ميشيل كيلو المعروفة بـ"الكتلة الديمقراطية"، وقد سجن لسنتين عام 1996، واعتقل مرة أخرى مع بداية الثورة السورية، في 27 مارس/آذار 2011، في فرع الأمن الداخلي التابع لأمن الدولة لفترة قصيرة، بعدها ذهب إلى لبنان حيث بقي 3 أشهر، نشط خلالها في العمل الإغاثي، ثم عاد إلى سوريا ليخرج منها في 19 أغسطس/آب 2012، وهو أحد مؤسسي المجلس الوطني السوري، وكان عضوا في الأمانة العامة.

هادي البحرة
وبعد تصويت أجري في اجتماع الهيئة العامة للائتلاف باسطنبول في 8 يوليو/تموز الماضي، انتخب هادي البحرة رئيسا للائتلاف، الذي انضم إليه في 6 أغسطس 2013، وتولى منصب أمين سر هيئته السياسية، حيث عمل ككبير مفاوضي المعارضة السورية في محادثات مؤتمر "جنيف 2"، الذي رعته الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا بشأن السلام في سوريا.

البحرة، الذي ولد بالعاصمة دمشق في عام 1959، وحصل على بكالوريوس في الهندسة الصناعية من جامعة ويتشتا في الولايات المتحدة، ركز، بعد اندلاع الثورة السورية، على توظيف علاقاته العالمية وخبراته التقنية في دعم الثورة على نظام بشار الأسد من خلال المساعدة بدعم العمل الإغاثي والإعلامي.

خالد خوجة
وخلفا للبحرة، وفي 4 يناير من العام الجاري، انتخب الطبيب والسياسي السوري، خالد خوجة، رئيسا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي ساهم في تأسيسه وكان سفيره في تركيا، وهو شخصية قريبة من الحراك المدني والعسكري ويعد من مؤسسي مشروع المجالس المحلية في سوريا.

خوجة، المولود بدمشق في 4 يوليو 1965، تعرض خلال مراحل تعليمه لاعتقالين من قبل نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد، الأول سنة 1980 واستمرت فترة اعتقاله 4 أشهر، ثم اعتقل ثانية سنة 1981 مدة عام ونصف، بسبب نشاط والده السياسي في نقابة الأطباء، ومع بداية الثورة السورية، شارك خوجة في الحراك الثوري، وأسس "منبر التضامن مع الشعب السوري".