الأردن والمغرب.. "تملي معاك"
لم يكن مستغربا تصريح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، ناصر جودة، بأن العلاقات التي تجمع المغرب بالأردن "تاريخية ومتميزة وأخوية، لا يمكن أن تقارن بأية علاقة بين دولتين في العالم"، على هامش زيارة العمل الرسمية التي يقوم بها العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، للمغرب، والتي تنتهي اليوم، الخميس، وهي العلاقات التي تعود لنحو 60 عاما.
المباحثات التي أجراها العاهل المغربي، محمد السادس، مع نظيره الأردني، بقصر الحمر بعمان، تركزت، بحسب مسؤولي البلدين، على تطوير التعاون المشترك سياسيا واقتصاديا بين الشقيقين، وشهدت تطابقا في وجهات النظر حيال العديد من القضايا التي تواجه المنطقة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومكافحة التطرف والإرهاب، وترجمت "العلاقة الأخوية وعلاقة القرابة بين العاهلين، والعلاقة الحميمة بين الأسرتين الملكيتين، وكذا العلاقة التاريخية بين الشعبين"، الذين أثبتا أنهما على درب المحبة دوما، وعلى طريقة الأغنية الشهيرة "تملي معاك".
علاقة تاريخية
تعود العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية لعام 1956، أي سنة قبل أن يعين المغرب أول سفير له بعمان (يونيو/ حزيران 1957)? و3 سنوات قبل فتح سفارة للأردن بالرباط (نوفمبر/ تشرين الثاني 1959)، حيث تميزت دائما بالتواصل والتشاور حول القضايا الثنائية والعربية والدولية? على خلفية الروابط المتميزة التي ظلت تجمع بين عاهلي البلدين.
قواسم مشتركة
وإلى جانب البيان المشترك، الذي أظهر تطابقا في وجهات النظر بينهما بشأن الكثير من القضايا العربية والإقليمية، يتقاسم البلدان عددا من الروابط المشتركة، لا سيما وهما لايزالان محافظين على النظام الملكي، واستطاعا الصمود في وجه الإضرابات التي خلفتها رياح الربيع العربي بالعديد من البلدان العربية.
اتفاقيات عديدة
العلاقات بين عمان والرباط تؤطرها أكثر من 65 اتفاقية وبروتوكولا وبرنامجا تنفيذيا ومذكرة تفاهم في مختلف الميادين، تهدف جميعها إلى تقوية وتنويع وتسريع وتيرة التعاون الثنائي، إلى جانب "اتفاقية أكادير" للتبادل الحر الموقعة بين المغرب والأردن ومصر وتونس، فضلا عن اللجنة المشتركة العليا التي تم التوقيع على اتفاقية إنشائها بالرباط منذ يونيو/ حزيران 1998، والتي عقدت 4 دورات لحد الآن.
وفي السياق ذاته، وقع المغرب والأردن في 2008، بمناسبة عبدالله الثاني للمغرب، 3اتفاقيات تعاون في مجالات المنافسة وتحريك المبادلات التجارية والاقتصادية.
بالتعاون الخليجي
وفي مايو/ آيار 2011 رحب قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي، بانضمام كل من الأردن والمغرب إلى المجلس، الذي يضم في عضويته 6 دول أنشأته عام 1981، وهي السعودية، والإمارات، والكويت، وقطر، والبحرين، وسلطنة عمان، لتكونا الدولتين الوحيدتين بالمجلس من الدول غير الخليجية.
وضمن التحالف
ويشارك الأردن والمغرب - بدرجات متفاوتة - في الضربات التي يشنها التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، على مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في العراق وسوريا.
زيارات متبادلة
وتجسد المستوى المتميز لهذه العلاقات بين البلدين بتبادل الزيارات بين قائديهما? إذ أجرى محمد السادس زيارة رسمية إلى الأردن عام 2002، قبل أن يعود لزيارتها عام 2012، فيما قام العاهل الأردني عبدالله الثاني بزيارات رسمية إلى المغرب، خلال سنوات 2000 و2008 و2009، لتأتي الزيارة الرابعة خلال الفترة من 10 إلى 12 مارس/ آذار الجاري، لتكرس الروابط التاريخية المتجذرة التي جمعت على الدوام عاهلي البلدين وشعبيهما.