التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 10:29 م , بتوقيت القاهرة

سيناريوهات مقتل بن لادن

كما كانت حياته مثيرة للجدل، كان موته أكثر جدلا، فتعددت الروايات واختلفت التفاصيل، وبعد الاستقرار على حقيقة وحيدة وهي أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قتل في أبوت آباد في الثاني من مايو من العام 2011، يأتي بعض المشككين في محاولة لنسف هذه الحقيقة الوحيدة نافين مقتله في هذا اليوم بل أن بعضهم يؤكد انه لا يزال "حي يرزق".


 


الرواية الأمريكية


يبدأ عملاء الاستخبارات الأمريكية بتتبع مكالمات أبو أحمد الكويتي -أحد المقربين من بن لادن-، ليقودهم البحث في النهاية إلى منزل سكني مكون من ثلاثة طوابق في آبوت آباد الواقعة شمال العاصمة الباكستانية إسلام آباد.


"جيرونيمو" هو الاسم الحركي الذي أطلقته القوات الأمريكية على عملية قتل بن لادن، وهو اسم يعود إلى أحد أشهر قبائل الهنود الحمر الذين قاتلوا "الأمريكيين البيض" في القرن التاسع عشر، ويعتبر الاسم رمز تاريخي يرمز إلى مهارات القتال التي جعلت من "جيرونيمو" أسطورة.



الرواية الأمريكية ينقصها التفاصيل، فلم تفضل الولايات المتحدة حتى الأن الكشف عن مزيدا من أجواء العملية، هي اكفت بالإعلان عن مقتله في عملية نفذها جنود من وحدة النخبة في البحرية الأمريكية "سيلز"، استمرت لمدة 40 دقيقة قاوم فيها بن لادن رغم انه لم يكن مسلحا وفقا للإعلان الرسمي لتنتهي حياته برصاصة بالرأس.


 


رواية مارك أوين


يروي مات بيسونيت، الذي نشر كتابه "يوم عصيب" في البداية تحت اسم مستعار "مارك أوين"، عملية قتل بن لادن، حيث إنه واحدا من فريق التنفيذ.


ويؤكد في روايتة أنهم عند وصولهم وجدوا بن لادن يحتضر في غرفة نومه ومصابا بطلقة نارية في رأسه، وقد فر من أطلق عليه الرصاص.


وصلوا ليجدوا زوجته تبكي وتحتضنه هو يحتضر، فقام بيسونيت وزميل له بإطلاق عدة رصاصات نحو صدره لترديه قتيلا.  


وقاموا بعد ذلك بتفتيش غرفته، حيث عثروا على بندقيتين من طراز كلاشنكوف (إيه كي -47)، ومسدس من طراز "ماكاروف"، بدون طلقات.


 


رواية القناص


"القناص" هو واحدا ممن نسب اليهم قتل بن لادن، وفي حوار مع مجلة "إسكواير" الأمريكية يفصح عضو فرقة "سيلز" عن تفاصيل مقتل بن لادن.


وأشار جندي قوات البحرية الخاصة الذي فضل اخفاء هويته، أنه صاحب الثلاث رصاصات في الرأس التي أودت بحياة زعيم تنظيم القاعدة.


قبعد وصولهم إلى المجمع السكني الذي كان يختبئ فيه بن لادن، قتلوا من صادفهم في الطريق وصولا لغرفة نوم بن لادن في الطابق العلوي.


يصف الجندي الغرفة فيقول "كانت مظلمة"، لكنهم استطاعوا من خلال أجهزة الرؤية الليلية من التعرف على بن لادن، الذي بدا مرتبكا بحسب وصف القناص.


ويقول القناص "في تلك اللحظة، أطلقت عليه رصاصتين في الرأس، سقط على الأرض أمام سريره ثم أطلقت النار عليه مجددا"، مضيفا "كان ميتا، لا يتحرك، ولسانه خارج فمه، رأيته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة".


15 ثانية كانت كفيلة بانهاء مهمته ليجد ابن بن لادن الصغير على السرير يصرخ فحمله ووضعه بجوار أمه، بعد أن مسح وجهه ببعض الماء.


 


رواية باكستانية


تناول العشاء مع زوجاته الثلاثة وأطفاله، وأدى صلاته، وخلد إلى النوم في غرفة زوجتة الأخيرة "أمل السادة" بالطابق الثاني ومعهما "حسين" ابنه الصغير ذو الثلاثة أعوام، تاركا زوجتيه خيرية وسهام في غرفهم بالطابق الأول، ليستقيظا على صوت ظنا انه عاصفة في البداية، تسارع أمل لاشعال الضوء لتتبين حقيقة ما يحدث، لكنه يطلب منها ألا تفعل.


ينادي على ابنه خالد، بينما تصعد ابنتيه مريم وسمية إلى الدرج مرددتان الشهادة ومتمتمتان بآيات القرآن الكريم، وهنا تيقن بن لادن من وجود مروحيات أمريكية تحلق فوق المنزل ليطلب منهم مغادرة غرفته في تلك الحظة سمعوا انفجار خارج المنزل.


وفقا لتقرير قضائي باكستاني فإن أربع مروحيات اثنان من طراز بلاك هوك واثنين من طراز شينوك وقد تحطمت أحدى المروحيات بعد انزال جنودها أما لسوء الأحوال الجوية أو لعطل فني، بعدها نسفت القوات المكونة من 24 جنديا أربعة أبواب حديدية.


لحظات مرت كلمح البصر أعقبها رؤية "أمل" لجنديا يصوب سلاحه ناحية زوجها؛ فحاولت الاشتباك مع الجندي واخذ سلاحه لتصاب في ركبتها، ويقتل بن لادن الذي لم يكن مسلحا في النهاية.


 


رواية صديق


يؤكد نبيل نعيم، صديق بن لادن، أن القوات الخاصة الأمريكية لم تقتل أسامة بن لادن ولكنه فجر نفسه بعد إصابته في قدمه ليتجنب اعتقاله، مشيرا إلى أنه كان يرتدي حزاماً ناسفاً طول الوقت في آخر 10 سنوات من حياته، وأضاف أن جسد بن لادن تم تقطيعه إربا نتيجة للانفجار.


 


حي يرزق


تختلف روايات مقتله، فيما يعتبر آخرون أن بن لادن "لم يمت"، فالصحفي الأمريكي الحائز على جائزة "بوليتزر" للصحافة سيمور هيرش، أعلن  أن الرواية الرسمية لمقتل بن لادن"واحدة من الأكاذيب الكبرى".


ويتفق معه الخبير السياسي الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي الذي أعلن أنه يشك بأن زعيم تنظيم القاعدة السابق، قد قتل مرجحا ان يكون مختطفا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.


ليهدأ الجدل حول حقيقة مقتله ويعود من جديد مع تغريدة "جعفر الشامي"،  أحد مقاتلي "جبهة النصرة" على موقع "تويتر" عندما كتب "الله أكبر ان مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يقاتل في دمشق".


 


جثته


بعد أن استمر جدل حول مقتله ظهر جدل جديد حول جثته، فوفقا للرواية الرسمية أقيمت صلاة الجنازة على أسامة بن لادن على متن حاملة الطائرات كارل فينسون في بحر عُمان، وذلك قبل أن يتم إلقاء جثته في البحر، وقد تم غسل جثة بن لادن ثم وضعت في كفن أبيض ثم رمي في المحيط.


بينما نفي موقع "ويكيليكس" القاء جثة زعيم تنظيم القاعدة في البحر، ونشر الموقع  ثلاث وثائق لشركة "ستراتفور" الاستخباراتية تفيد أن جثته نقلت في طائرة خاصة إلى الولايات المتحدة، لتستقر داخل معهد القوات المسلحة لعلم الأمراض في مدينة بيثيسدا بولاية ميرلاند الأمريكية.