معهد واشنطن: السيسي يبدي التزاما صادقا تجاه تحسين الاقتصاد
أكدت الباحثة بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، آنا بورشيفسكايا، أن الحكومة المصرية ترى في مؤتمر دعم الاقتصاد المصري، المقرر عقده في شرم الشيخ خلال الفترة من 13 إلى 15 مارس الحالي، عنصرا هاما في استراتيجية تحسين الاقتصاد الوطني من خلال جذب استثمارات القطاع الخاص.
وقالت بورشيفسكايا، قبل يومين من بدء انعقاد المؤتمر، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يبدي التزاما صادقا إزاء تحسين الاقتصاد المصري، حيث نقلت عن أستاذ التاريخ بجامعة توسن والمتخصص في الشؤون المصرية، روبرت روك، قوله إن الرئيس السيسي جلب لمصر بعض المصداقية الحقيقية، وإن مصر أصبحت تمثل رهانا أفضل للمستثمرين عما كانت عليه في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، أو حتى في السنوات العشر الأخيرة من نظام حسني مبارك.
وأضافت أن الفساد والمحسوبية وضعف التشريعات استنزف الاقتصاد المصري على مدى أجيال، وهو ما أثار استياء الشعب المصري، معربة عن رؤيتها بأن الرئيس السيسي بدأ في مقاومة الفساد، وتبنى إصلاحات لمنظومة الدعم والضرائب، ولافتة إلى أن نظام البطاقات الذكية الذي تم استحداثه يساهم في تقليص الفساد وتعزيز المحاسبة والفاعلية.
وأشارت الباحثة بمعهد واشنطن إلى ما كتبته وكالة "رويترز" عن منظومة توزيع الخبز، وهو الأمر الذي أدى إلى الحد من طوابير الخبز وترشيد دعمه، موضحة أن مصر أصبحت تحتل المركز الرابع والتسعين، وفقا لمؤشر منظمة الشفافية الدولية لمكافحة الفساد عام 2014، بعد أن كانت في المركز الـ114 من بين 175 في العام الذي سبقه.
وفي عام 2015 تقدمت مصر في تقرير البنك الدولي للأعمال بمركز واحد لتصبح في المرتبة الـ112 من بين 189 دولة، وهي المؤشرات التي تقول عنها الباحثة إنها تؤكد أن مصر لا يزال أمامها العديد من التحديات، كما أن صندوق النقد الدولي كان له موقف إيجابي إزاء الإصلاحات الاقتصادية التي تتبناها مصر، وكذلك سياسات الحكومة لتحقيق معدل نمو أكبر، وخلق فرص عمل، وتعزيز الاستثمارات، وحماية الفقراء، غير أن الصندوق أكد أن نجاح مصر في تحقيق تلك الأهداف يتوقف على مواصلة الجهود والاستعداد لاتخاذ إجراءات إضافية كلما كان مطلوبا واستمرار الدعم الخارجي.
وترى بورشيفسكايا أن المصريين متفائلون بالسيسي، وأن أولويات الشعب المصري تتركز حاليا على تحسين الاقتصاد عن أي شيء آخر، مضيفة أن المصريين يعتقدون أن الرئيس السيسي يعمل نحو تحقيق إصلاح اقتصادي حقيقي، وأنهم على استعداد لتحمُل الصعوبات على المدى القصير، مثل النقص في إمدادات الطاقة إذا كان ذلك سيحقق تحسنا على المدى الطويل.
ويقول روك إن الاستراتيجية جيدة بقدر قاعدة الموارد التي تدعمها، وعلينا الانتظار عامين أو ثلاثة، وإن هناك بعض الأدلة الرئيسية التي تشير إلى أن نظام السيسي آخذ في الوفاء بتعهداته الاقتصادية، وبعيدا عن إصلاح منظومة الدعم، تقول بورشيفسكايا إن الاقتصاد المصري يحتاج إلى مجهود كبير لخلق فرص عمل خاصة للشباب في دولة يوجد بها ثلثا سكانها ممن لا تزيد أعمارهم عن 35 عاما وفقا للتليفزيون الألماني.
وبالإضافة إلى معدلات الفقر والبطالة المرتفعة، تواجه مصر أيضا تهديدات إرهابية، غير أن الباحثة تقول إن هناك أسبابا تدعو إلى التفاؤل الحذر، فتبدو حكومة الرئيس السيسي ملتزمة بتحقيق إصلاح اقتصادي حقيقي.
وكما قال صندوق النقد الدولي إن جزءا من نجاح الإصلاح في مصر يتوقف على المساعدات الخارجية، وهو ما يتطلب ضرورة تقديم الولايات المتحدة هذا الدعم للسيسي، حسبما قالت بورشيفسكايا، كما أن نفوذ مصر الإقليمي يعد عنصرا مهما عندما يأتي الحديث عن الاستقرار في الشرق الأوسط.
ولفتت الباحثة إلى أن تعليق المساعدات الأمريكية لمصر لا يفعل شيئا سوى الاٍضرار بالمصالح الأمريكية ودفع مصر نحو أطراف آخرين.