شومان: غير مسموح لإثيوبيا الانتفاع بالنيل على حساب عطشنا
قال وكيل الأزهر الشريف، عباس شومان، إنه غير مسموح لإثيوبيا أن تنتفع بمياه نهر النيل على حساب عطش المصريين، مؤكدا أنه يجب ضمان عدم إضرار سد النهضة بمصالح مصر المائية، وأن يضمن كذلك تحقيق مصلحة جميع دول حوض النيل.
وتابع شومان، خلال ندوة توعوية للأزهر بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري، عنوانها "نهر النيل بين الواقع والمأمول"، على هامش توقيع بروتوكول تعاون بين الأزهر والوزارة لنشر التوعية الدينية للحفاظ على مياه النيل، اليوم الثلاثاء، إن ما نراه من تعديات وأخطار تحيط بنهر النيل هو نتيجة لسنوات وعقود من الإهمال والتقصير، وقد حان الوقت أن يتكاتف الجميع لإنقاذه وحمايته، محذرا من أن نعمة هذا النهر العظيم قد تتحول إلى نقمة إن لم نشكر الله عزوجل بالحفاظ عليها وحمايتها.
وأضاف وكيل الأزهر أن كل من قصر وأهمل في حماية نهر النيل قد أجرم في حق وطنه وشعبه، مؤكدا أن ما تبذله وزارة الموارد المائية والري، هو دليل على جهد صادق وعمل دؤوب، وفي نفس الوقت هو دليل على إهمال وتقصير شديد من الحكومات السابقة لفترات طويلة، مشيرا إلى أنه يتوجب على الحكومة الحالية أن تصلح ما أفسدته الحكومات السابقة، من خلال الاهتمام بسكان نهر النيل، فيجب إيصال الصرف الصحي إلى جميع القرى والمدن على ضفاف النهر، لأنه بغير ذلك لا يمكن لأحد محاسبة من يلقون مخلفات الصرف في النيل، وعلى الجانب الآخر يجب منع المخالفات قبل وقوعها من خلال التعاون مع المحافظات والمحليات، وتشديد العقوبات على المخالفين.
من جانبه، قال وزير الموارد المائية والري، حسام الدين مغازي، إن توقيع البروتوكول مع الأزهر تتويج لحملة إنقاذ نهر النيل، التي بدأت يناير الماضي، تحت رعاية رئيس الوزراء، حيث تعرض نهر النيل لهجمة شرسة بعد ثورة يناير، مضيفا أن اختيار كلمة "إنقاذ" بديلة عن "حماية"، تؤكد أن التعدي على النيل وصل إلى أعلى درجات الخطورة.
وأضاف مغازي أن وزارة الموارد المائية والري وضعت هدفا بأن تكون نهاية 2015، تاريخ انتهاء هذه التعديات والأخطاء، موضحا أن الوزارة ستقوم بتدريب 500 إمام وواعظ في مراكز تدريب الوزارة، من خلال استضافتهم وإعطائهم المعلومات المطلوب توصيلها لكل قرية ونجع وبيت مصر، وكذلك إقامة عدد من المسابقات الفنية بمعاهد الأزهر الشريف، توزع جوائزها للفائزين في نهاية العام.
وقال الوزير إن مصر تمول مشاريع تنموية في دول حوض النيل، حتى يشعر أبناء هذه الدول أن مصر ليست ضد مصالحهم، مشيرا إلى أن مصر قامت بتمويل مشاريع في جنوب السودان وأوغندا وكينيا، كما تقوم وزارة الري بتنظيم دورات توعية وتثقيفية في إثيوبيا، كما يتم الآن إنشاء متحف في أسوان، سوف يتم افتتاحه في مايو المقبل، تخصص فيه مساحة لكل دولة من دول حوض النيل لعرض منتجاتها وثقافتها، ويتم بذل كل هذه الجهود في إطار الدبلوماسية الناعمة، مؤكدا أن ملف سد النهضة في أيدٍ أمينة، وسوف يتم الإعلان قريبا عن نتائج طيبة، بالتراضي مع جميع دول حوض النيل.
من جهته، أكد مفتي الديار المصرية، شوقي علام، أن الله عزوجل حرم جميع أشكال التعديات على نهر النيل، من باب لا ضرر ولا ضرار، مبينا أن الإحصاءات تشير إلى أن هذه التعديات تسببت في انتشار العديد من الأمراض والأوبئة، كما أن دستور مصر نص على وجوب حماية نهر النيل، لذا يجب اتخاذ جميع الإجراءات للتصدي لهذه التعديات.
وأضاف أن النصوص الدينية والقانونية لا تكفي لمنع هذه التعديات على النهر، بل يجب أن يعزز ذلك بثقافة ووعي لاحترام هذه القوانين، مؤكدا أن دور الأزهر مهم في نشر هذه الثقافة التوعوية، كما أن الإعلام عليه دور يجب أن يقوم به في نشر هذه الثقافة بالتعاون مع جميع مؤسسات الدولة.
بينما قال رئيس جامعة الأزهر، عبدالحي عزب، إن الحملة هي نتاج تتويج لمجهود عظيم تم بذله من جميع المخلصين، ويجب على الجميع دعم هذا المجهود الكبير كلا في موقعه، وأن يقف الجميع صفا واحدا في حماية نهر النيل، حتى ننتقل من تلك الثقافات الخاطئة، التي ضاعفت التحديات أمام الجهود التي تبذلها الدولة للقضاء على التعديات على نهر النيل.