التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:09 م , بتوقيت القاهرة

المنتدى العالمي للوسطية: الإرهاب ليس عربيا ولا إسلاميا

أكد أمين عام المنتدى العالمي للوسطية، المهندس مراون الفاعوري، أن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الدين الإسلامي في الوقت الراهن، تتطلب من الدول العربية والإسلامية، ورابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، الضغط على الأمم المتحدة، من أجل استصدار تشريعات تجرم الإساءة للأديان، وأولها رفض الربط بين الأفعال الإرهابية والمتطرفة بالإسلام.


جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الفاعوري اليوم السبت في عمان، للإعلان عن المؤتمر الدولي الذي سيعقده المنتدى يومي 14 و15 مارس الجاري، بعنوان "دور الوسطية في مواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والسلم العالمي".


وشدد على أن الإرهاب ليس عربيا ولا إسلاميا، وأن هناك حصرا على توظيف هذا المرض والفيروس لتشويه صورة الإسلام ولتجيش العالم كله ضد الأمة الإسلامية، مستشهدا بالدراسات التي أجرتها مراكز دراسات غربية وعربية منها "الأهرام"، حول الأعمال الإرهابية التي ارتكبت خلال الفترة من عام 1993 إلى 2003، حيث تجاوزت 6 آلاف عملية، وأظهرت أن 6% منها فقط ارتكبت في العالم الإسلامي، والباقي في كل العالم.


وعقب: "التطرف علا صوته الآن، وأصبح يشكل بتداعياته أكبر تحد تتعرض له الأمة الإسلامية في تاريخها كلها، فهذا التحدي أكبر من تحد الحروب الصليبية والهجمة الاستعمارية، التي هيمنت على المنطقة في القرنين الماضيين"، لافتا إلى أن تداعيات وتوظيف هذا التطرف يمكن أن تفضي إلى امتهان المنطقة لعقود طويلة، وإدخالها في صراع اجتماعي واقتصادي لا يعلم مداه إلا الله.


وفيما يتعلق بالنتائج التي سيسفر عنها المؤتمر، أجاب الفاعوري، "أعددنا مشروعا بعنوان إعلان عمان في مناهضة الإرهاب واستنهاض الأمة، سيقدمه رئيس المنتدى الإمام الصادق المهدي، سيمثل صرخة وصيحة ونداء وأذانا في كل مكونات الأمة، لتحديد مسؤولية كل طرف لمواجهة المخاطر التي تحيق بها، نتيجة عوامل التفتت والانفجار التي تمتد في كل ركن من أركان العالم العربي".


بدوره، قال عبدالرحيم العكور، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني الأسبق، "تصرفات تنظيم داعش لا يقبلها الدين وليست من أخلاقنا، ولا تتبناها أي مؤسسة دعوية راشدة، والمنابر بحاجة إلى خطباء لديهم من الفهم والوعي الكبير بالدين والمواءمة ما بين الواقع وحياة الناس".


وأكد العكور على أهمية دور الأسرة في بناء المجتمع، داعيا إلى ضرورة تحصينها وحمايتها من كل الأفكار الضالة والمنحرفة والمتطرفة، خاصة وأن التطرف قد امتد إلى بعض المدارس والجامعات ونتيجته هو الإفرازات التي خلفتها الأسر.


وحول الرسالة التي وجهها علماء مسلمون إلى تنظيم "داعش مؤخرا، رد العكور، "عملية نصح وإجراء حوار عن بعد مع أبوبكر البغدادي، وبيان خطورة الأفكار والممارسات التي يمارسها أفراد التنظيم من قتل وتشريد وإباحة المحرمات، التي حرمها الله". 


كان أكثر من 126 عالما مسلما، إضافة إلى الأمير غازي بن محمد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، والأمير السلطان أبا بكر محمد سعد سلطان سوكوتو، رسالة مفتوحة لمقاتلي وأتباع تنظيم "داعش"، قالوا فيها "إن التنظيم لا يمت إلى الإسلام بصلة".


وأضاف العكور، "الرسالة تم توجيهها عبر وسائل الاتصال التكنولوجي الحديث، إلا أنه لم يأت رد عليها"، مشيرا إلى أن مؤسسة "آل البيت" للفكر الإسلامي، أصدرت كتيب وتوزيعه على الطلبة في المدارس، لتفنيد افتراءات داعش، وتحصين الشباب في وجه التطرف والمغالاة.


ويهدف المؤتمر الدولي الذي سيعقد الأسبوع القادم إلى توضيح دور الوسطية، وإبراز خطر العنف والتطرف الذي يجتاح العالم الإسلامي، وبيان سماحة الإسلام الوسطي لتحقيق الاستقرار العالمي.


وسيشارك في هذه التظاهرة الفكرية الإسلامية بحسب الفاعوري، حوالي 150 شخصية من العلماء والمفكرين والأكاديميين من حوالي 20 دولة عربية وأجنبية، إضافة إلى مؤسسات ومنظمات إقليمية دولية، على رأسها منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، واتحاد العلماء المسلمين ورابطة العالم الإسلامي.


ويعتبر المنتدى العالمي للوسطية هيئة فكرية إسلامية عالمية ذات رسالة فكرية مستنيرة، تسعى للتجديد في حياة الأمة، وإعادة صياغة المشروع النهضوي الإسلامي، من خلال امتلاك وسائل عملية وواقعية تجديدية تسهم في إنتاج خطاب إسلامي مستنير، يعتمد على الفهم السليم للإسلام وقيمه وتشريعاته.