حوار| شيخ قبيلة المعابدة: "داعش" لا يجرؤ على الاقتراب منا
في محاولة الدخول إلى تفاصيل الحياة بمدينة السلوم، كان علينا استكشاف قوانين وقواعد نظام قبائلها، لهذا لم نجد أفضل من الشيخ صالح، شيخ قبيلة المعابدة، التي تعد أكبر وأهم قبائل السلوم، ليدخلنا إلى عالمها، فأجرى معه "دوت مصر" ذلك اللقاء.
ما هي أسس النظام القبلي بالسلوم؟
لنا عادات وتقاليد أساسها الاحترام، فلا قبيلة تستطيع أن تفعل شيئا يضر بقبيلة أخرى، نعتمد في معيشتنا على الرعي والمزارع، التي تنبت على مياه أمطار الشتاء، وعلى التجارة عبر منفذ السلوم، وتلك العادات مستمرة منذ القدم منذ عام 640، فكل قبيلة تعرف أماكنها وحدودها، كما يوجد تحكيم عرفي بالمعارك بالمشاجرات وبالقتال، ولا يستطيع كيان أن يجير على آخر بالاحترام.
وبالنسبة لقبيلة المعابدة.. ما هي أبرز قوانينها؟
أهمها النزيلة.. "يعني لما واحد يقتل، يتشال بعيلته وينزل عند قبيلة تانية 13 شهرا"، أي يخرج من البلاد، وينزل هو وعائلته لدى إحدى القبائل الأخرى بمحافظة مطروح، "القبيلة التانية تخلصه" أي تقوم بتهدئة الوضع بينهم وبين القبيلة التي قتل منها، عن طريق دفع دية يتفق عليها، حتى يتراضوا ثم يعود إلى أرضه، وكل قبيلة لها شيخ وعواقل يديرون شؤونها.
ماذا إن لم تتراض القبائل في حالة القتل، هل يقتل؟
لا يقدم إلى القانون، ونادرا ما يقتل أحد مقابل أحد آخر بين قبائل السلوم، فالأمن أيضا له دورا في تنفيذ العقوبات، خاصة القصاص.
وماذا عن نسبة التعليم بين أبناء قبائل السلوم؟
يذهب أبنائنا إلى المدارس، فلدينا مدارس في المدينة وأخرى في الصحراء، ويذهبون كذلك إلى الكليات، ويعملون في كل شيء.
وبالنسبة لتعليم الفتيات؟
فتيات القبائل يتوقفن عند مستوى محدود في التعليم، بعدها يلزمن المنزل، وبالطبع لا يعملن، إذا كنا كرجال لا نجد العمل، هل ستعمل السيدات.
كيف تكون جلسات القضاء العرفي بقبيلة المعابدة؟
حينما يتعراك طرفان بالقبيلة، نقيم جلسات تحكيم عرفي عبر لجنة تقوم بتعيينها القبيلة، هي التي تحكم حينما يقع الخطأ، كما أنها مختصة بتقسيم الآبار والأراضي وأماكن الرعي لكل قبيلة.
ماذا عن الأمن بمدينة السلوم بعد الحادث الأخير؟
الأمن جيد جدا، فالعمد والمشايخ هم من يضمنون الأمن إلى السلوم، فنحن ليس لدينا داعش، ولا يجرأ أن يقترب منا، ولا نقبل على أنفسنا أن أحد أبنائنا ينضم إليهم، وإذا اتجه أحدهم إليهم نمنعه.
أهالي السلوم لهم وضع خاص وحرية في دخول ليبيا في أي وقت، فهل تستغلون ذلك في تلك الأيام؟
نحن لا نرضى على أحد أبنائنا أن يروح ضحية ما يحدث في ليبيا، ونمنع أنفسنا وأبنائنا من الذهاب بأنفسنا، فمن يذهب إلى العيش في ليبيا الآن هم من أبناء الصعيد والدلتا، "إحنا معندناش عيال يسافروا خالص".
اعتاد العرف على اتهام سكان المناطق الحدودية بالتهريب، فبماذا تردوا؟
التهريب يتم على بعد من السلوم، عن طريق الصحاري والجبال بعيدا عن المنفذ، وتهريب السلاح والمخدرات بالأخص يكون قريبا من الحدود، وبعيدا عن السلوم، فهو بالنسبة لنا محرم وممنوع منذ زمن بعيد.
إذن على ماذا تعتمدون في اقتصادكم؟
عللى الله، ثم على الرعي والثروة الحيوانية، فنحن أفضل بلد في الثروة الحيوانية، كما أنه ليس لدينا مشاغل، وليس لدينا مصانع، وليس لدينا وظائف ولا موظفين، والقليل منا يعمل في الصيد والتجارة، وكثيرا منا لديه رؤوس أمال.
وما هي أهم المشكلات التي تجابهكم الآن حيال غلق منفذ السلوم؟
نحن نرعى جمالنا فوق الهضبة التي يقع عليها المنفذ، والآن هناك تعليمات أمنية بمنع الرعي في هذه المنطقة، وبغير هذه المنطقة لا يوجد رعي ولا زراعة، بسبب عدم هطول أمطار كثيفة هذا الشتاء ما أدى إلى ندرة المياه وقلة الزراعة.
سنتعرف معا أكثر على الحياة في السلوم والعلاقة بينها وبين ليبيا، في الحوار المقبل مع منسق شؤون القبائل المصرية والليبية، العمدة سعيد، تابعونا.