كاريكاتير العرب.. غربان داعش تنذر بمزيد من الشقاء
انشغل رسامو كاريكاتير في الصحف العربية تلك الأيام، بشواغل الوطن العربي، وهي أمور ثقيلة على النفس، شديدة الوطأة، فالجغرافيا والتاريخ كلاهما يتآمر علينا ليصير مصير منطقتنا على الخرائط ضبابيا، معتما.. وفي أخف الصور قاتما.
فالحوثيون الذين يسيطرون على صنعاء، يقابلهم مليشيا داعش المسلحة التي استأسدت على متحف الموصل، فعاثت به فسادا تحت مزاعم تحطيم الأوثان، فكم كانت خسارتنا كبيرة هذا الأسبوع، ليس فقط خسارة "الثور الأشوري المجنح"، بل أيضا خسارة جزء من تاريخنا المعاصر، فكل ما سيتذكره أبنائنا وأحفادنا عنا، أننا سمحنا لهؤلاء وأولئك .. أن يلونوا نهارنا بالدماء.
حبيب حداد رسام "الحياة" اللندنية يمنحنا زاوية متسعة حول ملخص هذا الأسبوع، حين وضع كل ما نملك من تاريخ و حدود داخل "مفرمة" واحدة، تديرها يد أجنبية، فتفرز دما عربيا ساخنا. يسيل أمام أعيننا، فيدين كل واحد فينا.
وداعا أيها الثور المجنح
لوحاتان لـ"عامر الزغبى" رسام "البيان" الأماراتية، كذلك "موفق قات" عن "العرب" اللندنية، تبدو لوحاتهما كمرثية في وداع آثار الموصل الآشورية، التي أبتليت بسرطان داعش، ويتمدد بين جنباتها فيعيث فسادا وينتج خرابا دون أن يفرق بين جماد أو بشر.
أما جهاد عورتاني، فهو ينعى التراث الإنساني ككل ممثلا في الآثار الأشورية، التي كنا شهودا على تحطيم عناصر داعش لها بمنتهى الجهل والعنف، لمجرد إرضاء شهوة حب الظهور الإعلامي.
اليمن التعيس
الوضع داخل دولة اليمن لسان حاله يقول "يبقى الوضع على ما هو قائم" للحوثيين صنعاء، ولعبد ربه هادي "عدن".. والمتضرر الوحيد هو اليمني، الذي صوره ياسر أحمد، رسام "العرب" اللندنية، مطعونا بالظهر بنصل مسموم تحمله يد إيرانية، والدم النازف من جرحه، يترجم ذلك الصراع على الأرض.
بينما علي خليل، فى جريدة "الخليج" الإماراتية، فضل أن يبتعد عن الصراع بين جماعة الحوثي، وعبدربه هادي، ليحذر كل أبناء الوطن العربي، من كون الأزمة اليمنية، لا تزال حتى الساعة، قنبلة موقتة، قد تنفجر في أي وقت.. خليل رسم اليمن على هيئة عش يحتضن بيضات "غراب" ينتظر أمامهم لكي تفرخ مزيدا من الشقاق والحقد والإرهاب.