التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 07:03 م , بتوقيت القاهرة

محلب: المياه والغذاء والطاقة.. 3 تحديات تواجه إفريقيا

أكد رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، أن التطلع نحو مستقبل أفضل للإنسانية يفرض علينا الانتباه لجميع ما يواجه قارتنا الإفريقية من تحديات وآمال على الصعيد البيئي، وهي تحديات ترتبط في جوهرها بـ3 قضايا متلازمة لايمكن فصلها، هي "المياه، والغذاء، والطاقة".


وتابع محلب، في كلمته التي ألقاها أمام مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة، في دورته الخامسة عشرة، اليوم الأربعاء، والذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتستضيفه القاهرة، خلال الفترة من 2-6 مارس 2015، أن  الـ3 قضايا تتصل بشكل مباشر مع تحديات تغير المناخ، وهو ما يعيد التأكيد على مسؤوليتنا كدول إفريقية لإيجاد التوازن المطلوب بين أولويات التنمية والحفاظ على الأمن الغذائي لمواطنينا.


وقال رئيس الوزراء: "لقد عشنا سويا سنوات الكفاح والتحرير، وتشاركنا التحديات والآلام والآمال، ونعمل معا على تحقيق الطموحات، نحن نرحب بكم بعد 30 عاما من إنشاء مؤتمركم هذا في القاهرة عام 1985، وأحييكم على الجهد الذي بذلتموه، أنتم ومن سبقكم، طيلة هذه الفترة، في توجيه سياسات القارة الإفريقية بيئيا، لضمان الحفاظ على مواردها الطبيعية، وتنمية قدرات شعوبها، فإننا لم نرث تلك الأرض من أجدادنا، بالقدر الذي ندخره لأبنائنا، لضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة".


وأضاف محلب بقوله: "إننا جميعا نقف اليوم في توقيت بالغ الدقة، من حيث المسؤوليات الملقاة على عاتقنا كصانعي سياسات، في مقدمتها وضع رؤية إفريقية موحدة واتفاق قانوني جديد لتغير المناخ بحلول نهاية العام، وكذلك التوصل إلى أجندة للتنمية لما بعد 2015"، مشيرا إلى أن كلا الأمرين من الموضوعات التي ستؤثر على نمط الاستهلاك والإنتاج لعقود مقبلة، إذ وجب على دول القارة الاستعداد لها، والاستفادة منها لخلق وظائف جديدة مناسبة للشباب لاستيعابهم ضمن منظومة اقتصادية متطورة تحافظ على استدامة موارد ومقدرات القارة.


ونوه رئيس الوزراء بأن المرأة في إفريقيا تتحمل العبء الأكبر من تحديات التكيف مع الظروف البيئية الصعبة التي تمر بها دول القارة، إذ أوصيكم أن تأخذوا بعين الاعتبار دور المرأة عند رسم جميع السياسات البيئية في إفريقيا، فإن دعمها وإعدادها بالشكل الصحيح والسليم، هو مفتاح النجاح في تنفيذ سياساتكم وتقدم دولنا، فعلينا أن نحدد لها موقعا مناسبا لتمكينها من التصدي لتلك التحديات، خاصة في تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.


وأوضح محلب أنه يوجد توافق واسع على أن الاستخدام الأكثر استدامة لرأس المال الطبيعي في إفريقيا سيساعد في تحقيق التنمية المستدامة والحد من الفقر، والأهداف الإنمائية الأخرى، مع تعزيز السلام والاستقرار لدول القارة. إلا أنه يجب علينا الانتباه، فليس كل ما في الطبيعة قابلا للتقييم المالي، إذ يجب أن تنصب الجهود على كيفية تعظيم الاستفادة من رأس المال الطبيعي، خاصة العابر للحدود الوطنية، بالطريقة التي تضمن مشاركة جميع الدول في المنافع الناتجة عنه، دون المساس بمبدأ العدالة والإنصاف.


وواصل حديثه: "لعل من أهم ما تملكه القارة هو المعارف التقليدية التي ساهمت شعوبنا في تراكمها على مدار مئات السنين، من خلال استغلالها الجيد لمصادر التنوع البيولوجي المتعددة، ما مكننا خلال السنوات الماضية من مكافحة العديد من الأمراض والحفاظ على الأمن الغذائي، وهو ما يتطلب منا حمايتها الآن، واستغلالها بشكل جيد لدعم اقتصاد أوطاننا".


وشدد رئيس الوزراء على أن البرامج الإفريقية الرائدة ستسهم في تأسيس نقطة انطلاق لتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا، وعلينا في هذا السياق بناء الجهود مع شركائنا للحصول على الدعم المناسب، والمتضمن تمويل المشروعات الإقليمية وشبه الإقليمية في القارة، ووضع أطر لتقييم الاحتياجات التكنولوجية وإزالة المعوقات التي تواجهنا في نقل وتوطين التكنولوجيا في دول القارة، وبناء المؤسسات اللازمة لدعم بناء القدرات لمواطنينا.


واختتم محلب كلمته، قائلا: "إن مؤتمركم هذا بمثابة فرصة لتعزيز أواصر التعاون، وبلورة تفاهم مشترك حول جميع القضايا، يجمع ولا يفرق، ويبني على إيماننا بوحدة المصير".