التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 04:27 م , بتوقيت القاهرة

أول إصدار كوميدي لـ"داعش".. لماذا؟

سخرت مواقع التواصل الاجتماعي من مفاجأة تنظيم "داعش" لمتابعيه اليوم، بتغريدة من نوع جديد، تزف بشرى أول فيديو كوميدي من إنتاج التنظيم المتشدد، الذي داوم على بث مشاهد الذبح والحرق والتفجير.



الفيديو الفكاهي من بطولة المصريين المنضمين إلى "داعش"، إسلام يكن "فتى داعش المدلل"، وصديقه "غندور داعش"، وصاحب فكرة الفيديو.


<div id="fb-root"></div><script>(function(d, s, id) {  var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0];  if (d.getElementById(id)) return;  js = d.createElement(s); js.id = id;  js.src = "//connect.facebook.net/en_US/all.js#xfbml=1";  fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);}(document, 'script', 'facebook-jssdk'));</script><div class="fb-post" data-href="https://www.facebook.com/video.php?v=10152592682541036" data-width="466"><div class="fb-xfbml-parse-ignore"><a href="https://www.facebook.com/video.php?v=10152592682541036">Post</a> by <a href="https://www.facebook.com/ahmed.sami.ali">Ahmed Sami</a>.</div></div>


وبعيدا عن محتوى الفيديو، الذي اعتبره صناعه، كوميديا، لدينا  بعض الملاحظات السريعة، حول ما تضمنه.


اكذب ثم كذب


الفيديو رد على شائعة موت "محمود الغندور"، الذي قيل إنه قتل في عملية عسكرية لـ"داعش" في تكريت، تحت إمارة "أبو سلمة بن يكن"، وبث فيديو العملية على الانترنت، وهي أول مرة نرى فيها عملية عسكرية يشارك فيها الأخير.


الملاحظة الأبرز هنا أن شائعة موت الغندور كان مصدرها الوحيد إسلام يكن نفسه، وحسابه على موقع "تويتر"، وهو أسلوب دعائي معروف شعاره "انشر الخبر ثم كذّبه".



إنت جاي تجاهد ولا جاي تهرّج


الفيديو الكوميدي الذي علق عليه البعض، بسؤال "إنت جاي تجاهد ولا تهزر؟" في الحقيقة يدعم فرضية أن فتى داعش المدلل، لديه مهام وتكليفات على الإنترنت، إلى جانب جذب وتجنيد الشباب المصري، خصوصا أنه يُعد أحد أشهر ثلاث أيقونات معروفة إعلاميا داخل التنظيم، بجانب "أبوبكر البغدادي"، والملثم في فيديوهات الذبح.



ويبدو أن القائمين على التنظيم المتشدد قد أوكلوا لابن ليسيه القاهرة، مهمة خلق مساحة للتنظيم على الانترنت، للترويج لهم، بشكل مستمر.


خفة الدم المصري


استفاد التنظيم كثيرا من انضمام محمود الغندور، العقل المفكر وراء فيديو نفي شائعة موته، فكما هو معروف، أن العضو الجديد لديه مواهب مدفونة كثيرة كان منها الغناء والتمثيل.


مجرد إجراء بحث سريع على "يوتيوب" سيضع تحت يديك أعماله الكاملة، بالتالي فأفضل توظيف له، اشتراكه مع "أبو سلمة" -صديقه الأثير- في تبيض صفحة التنظيم، بخفة دم المصريين المعهودة.




ليه اليوتيوب؟


أخيرا ثار جدل، بالتحديد عقب فيديو إعدام المصريين في ليبيا، بشأن جنسيات طاقم تصوير "داعش"، وكانت أغلب الآراء أنهم بريطانيون، يتنقلون في الأماكن التابعة للتنظيم، لإنجاز مهام محددة.



يبدو أن داعش قد انتبه أخيرا لأهمية أن يكون لديك كادر ثانٍ، ولو على سبيل الاحتياط، بعد إماطة اللثام عن شخصيات بعينها، وبعد غلق حسابات "تويتر" خاصة بهم، فصار التنظيم في أمسّ الحاجة لتجديد الدماء.


فين داعش الزمن الجميل؟


ذلك هو السؤال الذي ربّما واجه صناع هذا العمل الإبداعي، الفن من أجل الجهاد أم الجهاد من أجل الفن؟ مأزق كل داعشي اليوم أنه ملتزم فكريا بما يمليه عليه التنظيم من محرّمات وثوابت، حتى وهو يلقي إليك دعابة، لا بد أن يقطعها بطريقة تفسد بهجتك.



للأسف ظلم هذا الفيديو لأنه تزامن مع أكبر حفلة أقامها المصريون على أيقونة أناشيد التنظيم، "صليل الصوارم"، اليوم يودّع كل داعشي "صوارمه" محاولا نسيان صوت "صليلها"، لكن في الوقت نفسه عليه البحث عن نشيد جديد، لأن الموسيقى أصلا حرام.


الفيديو الكوميدي


بعد أول فيديو من إنتاج داعش، لا يسعنا سوى أن نهديكم "ليس" آخر فيديو كوميدي من إبداع شباب المصريين، على سبيل توضيح الفارق بين أن تكون مصريا وأن تكون داعشيا، لأن "خفة الدم" لا تشترى.