الرأي العربي.. في انتظار رد أوباما على تحدي نتنياهو
شهدت الأيام الماضية تحدي بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد إصرار الأخير على إلقاء خطابه حول مشروع الملف النووي أمام الكونجرس الأمريكي، الأمر الذي ألقى بظلاله على الصحف العربية والخليجية لاسيما أعمدة الرأي، حيث اهتم الكتّاب العرب بدراسة الأزمة من النواحي السياسية حاليا ومستقبلا، فيما سيطرت الأحداث اليمنية الأخيرة بعد انتقال الرئيس عبد ربه منصور هادي من صنعاء إلى اليمن، على أذهان كُتاب آخرين.
المحور الأول: الحلم اليمني
في مقال بعنوان "حلم يمني جميل انتهى كابوسا إيرانيا"، بصحيفة العرب اللندنية، تناول الكاتب خيرالله خيرالله توقيع الحوثيون اتفاقية النقل الجوي مع إيران، مؤكداً على أنهم أثبتوا بأنهم ليسوا مهتمين بوحدة اليمن، مشيراً إلى أن هدفهم إقامة دولة خاصة بهم وتابعة لإيران، موضحاً أن هذا الاتفاق يؤمن 14 رحلة جوية إيرانية إلى صنعاء، كما أنه بمثابة الردّ على انتقال سفارات خليجية وأخرى أجنبية إلى عدن مع الرئيس عبدربه منصور هادي، مشيراً إلى أنه لم يعد أمام عبدالملك الحوثي خيارات كثيرة، باستثناء التصعيد إلى أبعد حدود، لأنه كشف العلاقة بين الحوثيين وإيران ومدى عمقها.
وفي افتتاحية صحيفة البيان الإماراتية، بعنوان "المنظومة الخليجية"، أشادت بدور مجلس التعاون الخليجي في اليمن، لتوسطه بين الفرقاء، وتأمين انتقال سلس للسلطة، مشيرة إلى أن المجلس يسعى كذلك إلى مساعدة مصر وليبيا على المضي قدماً في مسيرتهما السياسية، طبقاً لإرادة شعبيهما الجلية.
المحور الثاني: العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية
استنكرت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها "تمنيات نووية"، التحليل السياسي، الذي يرى أن العلاقات الأمريكية "الإسرائيلية" متوترة بعد اختلاف وجهات النظر بين رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والإدارة الأمريكية حول المفاوضات الخاصة بالملف النووي الإيراني، والتوقع برد الإدارة الأمريكية على الإهانة التي وجهها "نتنياهو" إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتجاهله وإصراره على إلقاء خطاب في الكونجرس، بينما وصفت الصحيفة أزمة النووي الإيراني بين واشنطن وتل أبيب بـ"زوبعة في فنجان"، وأن الأصل علاقات استراتيجية ثابتة، وأن الدعم الأمريكي مطلق للكيان الصهيوني ولن يتغير ولن يتبدل، مؤكدة على أن باقي التحليلات مجرد رغبات وتمنيات غير قابلة للصرف في السياسة الأمريكية.
وحول القضية ذاتها، اعتبر الكاتب يوسف الكويليت، في مقاله "من رفع العصا بوجه الآخر.. باراك أم نتنياهو؟!" بصحيفة الرياض السعودية، دعوة أعضاء الكونجرس من قبل الأغلبية الجمهورية، "نتنياهو" لإلقاء خطاب غايته عرقلة اتفاق حول المشروع النووي الإيراني، تحدياً غير عادي للرئيس أوباما، متسائلاً: "هل إلقاء الخطاب يعتبر تعدياً لكسر صلاحيات الرئيس الأمريكي وتعدياً على سيادة دولة؟ أم أن الجمهوريين هم من ذهبوا إلى الرغبة بإحراجه وتعريض سياسته للانتقاد، ثم إعطاء نفس بطولي لنتنياهو للفوز بالانتخابات القادمة كحليف موثوق، ومتطابق الرؤى والسياسات معهم؟".
وفي نفس السياق، وصل لصحيفة القدس العربي، أثناء إلقاء "نتنياهو"، خطاباً أمام الكونجرس الأمريكي، رسالة إلكترونية ينفي فيها البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي هدد بضرب الطائرات العسكرية الإسرائيلية بعد أن قرر نتنياهو شن هجوم على المواقع النووية الإيرانية عام 2014.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان "?كيف سيردّ أوباما على تحدّي نتنياهو؟"، أن هذه المنازلة بين نتنياهو وأوباما دليلاً جديداً على "حظوة العشيقة المفضلة" التي تتمتع بها تل أبيب في مؤسسات القرار الأمريكية، ولكنّه يمكن أن يعتبر أيضاً علامة فارقة على الحدود القصوى التي يمكن أن تلجأ إليها إسرائيل قبل التأكد من أن حظوتها لن تتفوّق على مصالح أمريكا العليا مع عودة رئيس وزرائها محمّلاً بأكاليل الورد وصيحات التأييد… والفشل.
المصادر:
1- مقال حلم يمني جميل انتهى كابوسا إيرانيا- صحيفة العرب اللندنية
2- مقال المنظومة الخليجية- صحيفة البيان الإماراتية
3- مقال تمنيات نووية- صحيفة الخليج الإماراتية
4- مقال من رفع العصا بوجه الآخر.. باراك أم نتنياهو؟!- صحيفة الرياض السعودية
5- مقال كيف سيردّ أوباما على تحدّي نتنياهو؟- صحيفة القدس العربي