شكري: تشاورنا مع بكين لتوفير أجهزة تتبع لجماعات الإرهاب
أكد وزير الخارجية، سامح شكري، أن التعاون بين الصين وشركائها في العالم العربي والإسلامي من الأهمية بمكان لتبادل المعلومات حول تلك المنظمات وتجفيف مصادر التمويل التي تتلقاها، علاوة على التعاون في مجال ما قد توفره الصين من تقنيات حديثة تمكن من تتبع هذه المنظمات والنفاذ إلى خططها لإعاقة تنفيذها ومنع الأضرار التي تنتج عنها بالنسبة للشعوب.
وأبرزت وسائل الإعلام الصينية الزيارة التي قام بها شكري إلى الصين، خلال اليومين الماضيين، على رأس الوفد الوزاري لفريق الاتصال التابع لمنظمة التعاون الإسلامي والمعني بقضية القدس والقضية الفلسطينية.
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية الصينية، "شينخوا"، اليوم الأحد، حديثا صحفيا، أجرته مع الوزير شكري، تحدث فيه عن تطابق وتوافق وجهات النظر المصرية والصينية بشأن مكافحة الإرهاب الذي أصبح ظاهرة دولية تهدد استقرار ومستقبل شعوب المنطقة والعالم بأسره.
وأشارت إلى تأكيد شكري أن مصر تراقب عن كثب تنامي ظاهرة الإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي، وتقدمت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن، لمطالبة المجتمع الدولي بالتضامن والتعاون بشكل وثيق لمقاومة هذه الظاهرة.
ونوهت الوكالة بقول وزير الخارجية إن مقاومة هذه التنظيمات يجب أن تتم بطريقة شاملة ولا تقتصر على المنظور العسكري والأمني، وإنما تشمل أيضا حل المشكلات السياسية المزمنة في العديد من مناطق العالم، وأيضا حل المشكلات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي أعطت الفرصة لهذه المنظمات الإرهابية لاستقطاب المؤيدين بدعاوى مغلوطة عن الدين الإسلامي.
كما أبرزت الوكالة دعوة شكري إلى ضرورة تجفيف مصادر تمويل هذه المنظمات، وأيضا التعامل مع قضية المحاربين الأجانب، بجانب أهمية وضع خطة وإستراتيجية متكاملة وشاملة لجميع أعضاء المجتمع الدولي، تستهدف جميع المنظمات أينما وجدت والقضاء على هذا الفكر المتطرف، وتنويهه بدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تشكيل قوة مشتركة بين الدول العربية متشابهة الفكر، تستطيع مقاومة ودحض المنظمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر شكري خلال الحديث أن كل هذه المنظمات تجتمع على اعتناق فكر تكفيري وأيديولوجي واحد، مبني على الإقصاء وعدم تقبل الآخرين، وعلى طرح أفكار دينية غير سليمة وتقترف من الجرائم البشعة ما لا يقبله مجتمع متحضر، في حين أن جميع الأديان تدعو إلى السلام والاستقرار والمودة.
وتعليقا على مفهوم الأمن المتكامل الذي تشجع الصين على تطبيقه ويدعو إلى دراسة القضايا الأمنية التي تتداخل فيها العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والبيولوجية من خلال الاستعانة بمفهوم شامل ومنهجي ومترابط لإطلاق العنان للإمكانات الكامنة لتحقيق الأمن العام، قال إن الرصيد الحضاري لمصر والصين يجعل مواقفهما دائما في حالة من التطابق والتوافق.
وحول التعاون مع الصين في مكافحة الإرهاب، أشار سامح شكري إلى أن الصين دولة عظمى لها إمكاناتها المادية والتقنية والخاصة بتبادل المعلومات بينها وبين شركائها، ومنها مصر، لمقاومة هذه العناصر، إذ أن بكين تعرضت ولا تزال تتعرض لمخاطر متصلة بالإرهاب من تنظيمات تعتنق فكرا متطرفا مماثلا للأفكار التي تعتنقها كثير من المنظمات التي تعمل في المنطقة العربية.
وكان وزير الخارجية، سامح شكري، والوفد المرافق له، قد غادر العاصمة الصينية، أمس السبت، في ختام جولته الخارجية، التي شملت أيضا كلا من تونس وباريس وموسكو، والتقى خلال زيارته بنظيره الصيني، يونج يي، ونائب الرئيس الصيني، إلى جانب عدد من المسؤولين، من بينهم مدير العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني، ومبعوث الصين لعملية السلام بالشرق الأوسط.