من ملفات الإرهاب.. 3 طرق و9 شروط لتصبح خليفة للمسلمين
قبل يومين من ذكرى سقوط الخلافة العثمانية في 3 مارس 1924، نشر منبر التوحيد والجهاد التابع لتنظيم القاعدة، اليوم الأحد، بحثا عن الخلافة وكيفية إقامتها، أعده المسؤول الشرعي في جبهة النصرة، سامي العريدي، وأكد في البحث أن نصوص الشريعة دلت على أن الخلافة على منهاج النبوة فريضة من أعظم الفرائض الشرعية.
واستشهد العريدي بكلام ابن تيمية في أن "ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس".
طرق انعقاد الخلافة
وعرض العريدي طرق انعقاد الخلافة التي عرضتها كتب التاريخ، وكتب علماء المسلمين، وهى ثلاثة طرق:
1- الاختيار والشورى
يرى العريدي أن ذلك يتم من خلال اختيار أهل العلم والحكمة والفضل، أو من يسمون بأهل الحل والعقد في الأمة، ومن خلال رجل من المسلمين تتحقق فيه شروط الخليفة يتشاورون في تنصيبه خليفة للمسلمين، فإذا اختار جمهور أهل الحل والعقد رجلا توافرت فيه الشروط الشرعية للإمامة، فإن الإمامة تنعقد له، وتؤخذ له البيعة من الأمة، وأوضح أن بهذه الطريقة تولى أبو بكر الصديق.
2- العهد والاستخلاف
ويتم ذلك، وفقا لما عرضه العريدي، من خلال عهد الخليفة لرجل أو مجموعة من الرجال ليختار أحدهم ليتولى منصب الخلافة، مؤكدا أن هذه الطريقة من حيث الأصل طريقة مشروعة، ولكن قد يختلف حكمها باختلاف تطبيقها، وذلك بأن يشاور الخليفة أهل الحل والعقد في حال من يريد أن يستخلفه ويعهد له بالخلافة، فهذه سنة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، لكنه يوضح أنها لا تجوز إلا إذا كانت من خليفة راشد لآخر بعد مشاورة وموافقة أهل الحل والعقد.
3- القهر والغلبة
على الرغم أن تولي السلطة عن طريق القهر والغلبة أمرا غير مشروع، يعتبره العريديى ظلم للأمة بكل أطيافها، إلا أنه يؤكد أنه إذا حصل لشخص أن تولى على السلطة بهذا الطريق غير المشروع وقرر العلماء والأفاضل من أهل الحل والعقد بأنه حصلت لهذا الرجل الغلبة والقهر، فإنه يسمع ويطاع له بالمعروف حفاظا على دماء المسلمين، ودفعًا للضرر الأكبر بما هو دونه، ويؤمر مع ذلك بإعادة السلطة لأهلها الأمناء عليها، فإن دولته هذه ليست راشدة وإن سماها بعض العلماء "بالخلافة" تجاوزًا. وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلَّب على بلد أو بلدان، له حكم الإمام".
لكن العريدي يرفض تولي السلطة بالغلبة والقهر ممن اعتبرهم أصحاب البدع الكبرى مثل "الروافض والخوارج"، فهؤلاء لا يحققون مقصود الإمامة فلا تعقد لهم، أما غيرهم فلا يمانع، أي أن الخليفة لو أقام الحكم بالقهر والغلبة وكان فكره يوافق هذه التيارات لوافقوا عليه، أما من غيرهم فلا.
الشروط التي يجب توافرها في الخليفة
نقل العريدي شروط بعض العلماء التى يجب أن توفر فيمن يتولى منصب الخلافة:
الإسلام، والتكليف.. بمعنى البلوغ والعقل، والذكورة، والحرية، والعلم، والعدالة، والحكمة ليقدر على اتخاذ القرارات، والسلامة من العاهات، والقرشية بمعنى أن يكون من قريش.
من هم أهل الحل والعقد؟
يرى العريدي أن أهل الحل والعقد الذين يختارون الخليفة هم وجهاء أهل الإسلام من العلماء والحكماء والقادة والمجاهدين وأهل السبق والتضحية والخبرة الذين يحصل بهم مقصود الولاية، وهو يضع المجاهدين وأهل التضحية ليجعل للتيارات الجهادية موطئ قدم في اختيار الخليفة، وبالنسبة لأهل السبق لم يوضح السبق إلى ماذا؟، فقديما كان السبق إلى الإسلام في عهد الرسول، أما الآن فأى سبق؟
البيعة
مما عرضه العريدي يتبين أن أهل الحل والعقد يختارون الخليفة، وقد وضع فيهم المجاهدين وأهل التضحية، ثم على باقي المسلمين أن ينصاعوا لاختيارهم ويبايعوه! ويؤكد أن مبايعة الخليفة تكون على السمع والطاعة في المعروف فيما يأمر دون منازعة له في سلطانه ما لم يتلبس بما يوجب منازعته.