رغم فرحة العرس الجماعي الذي شهدته غزة، أمس الجمعة، بتزويج 50 شابا من متضرري الحرب الإسرائيلية، إلا أن شيئا أثار غضب الفلسطينيين، لدرجة أنهم اعتبروه "امتهانا للقضية الفلسطينية".

فرح

كانت البداية عندما أعلن رجل الأعمال القطري، علي بن حسين السادة، تبرعه بتكاليف عرس جماعي لـ50 شابا فلسطينيا بقطاع غزة سنويا.

وعلى أرض الشاليهات غرب القطاع، وتحت عنوان "أفراح الفلاح رغم الجراح"، أقامت جمعية الفلاح الخيرية في فلسطين الحفل، مساء أمس، الجمعة، برعاية ومشاركة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.

وارتدى العرسان بدل الزفاف، ممسكين بأيديهم فتيات صغار يرتدين فساتين العرس البيضاء، وتقدموا من بين الحشود إلى منصة الزفاف المخصصة، وإلى خلفهم تزينت أعلام فلسطين وقطر، ومن أمامهم جلست العرائس في أماكنهن يراقبن شريك حياتهن القادم، وسط احتشاد الآلاف من الأهالي.

نقطة تحول

غير أن هنية، وعدد من قادة الحركة، قاموا بإحضار مجسم لرجل الأعمال القطري، إلى منصة الحفل، وبالغوا في تكريمه وتبجيله، والتقاط الصور التذكارية بصحبته، ما أصاب المواطنين الفلسطينيين بالدهشة.

غضب

وأفاد موقع "24" اليوم، السبت، أن صور هنية مع "المجسم" جرى تناقلها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط حالة من السخط على ما وصلت إليه حركة حماس من إهدار لكرامة الشعب الفلسطيني عبر تكريم صورة لشخص بزعم أنه قدم دعما ماليا لإقامة حفل الزفاف، وفق أحد المعلقين.

وقال آخر إن حركة حماس، التي تقدم نفسها على أنها واحدة من أهم فصائل المقاومة والنضال الفلسطيني، وصل بها الحال إلى حد قيام الرجل الثاني فيها بالتقاط الصور التذكارية مع "كرتونة" على شكل رجل أعمال قطري، في تصرف لا يمكن وصفه إلا بـ"الصبياني".

وأشار غالبية المعلقين، إلى أن موقف إسماعيل هنية ومسؤولي "حماس" الآخرين يثير الخزي والأسف، ويقدم صورة سيئة عن الشعب الفلسطيني ويُظهره بلا كرامة، من خلال "تبجيل" صورة مليونير، مطالبين الحركة وهنية شخصيا بالاعتذار عن هذا التصرف.

للمرة الثانية

يأتي ذلك بعد أشهر قليلة من جدل مماثل، أثير حينما وضعت حركة حماس لافتات ضخمة في شوارع غزة، تحمل صور أمير قطر الحالي، تميم بن حمد، والسابق، حمد بن جاسم، إلى جانب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع عبارة "القدس تنتظر الرجال".