التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:00 ص , بتوقيت القاهرة

خاص| مصريون في طبرق: نحن بأمان ببلدنا الثاني

بين التهديد والشعور بالطمأنينة والأمان، يعيش آلاف المصريين في ليبيا، إلا أن الحظ الأوفر بالنسبة لهم كان من نصيب هؤلاء الذين يعملون في مدينة طبرق شرق البلاد، وهي المدينة الواقعة على مسافة نحو  140 كيلومترا من الحدود المصرية.

"دوت مصر"، تواصلت مع عدد من المصريين في طبرق، الذين أكدوا أنهم يعملون في أجواء آمنة لا يواجهون فيها تهديدات كهؤلاء الذين يعملون في ظروف غامضة وخطيرة غرب البلاد.

يقول أحمد إبراهيم شعبان، الذي يعيش في طبرق منذ 4 سنوات، إنه يعمل في هذه المدينة ويشعر بالأمان، مؤكدا أن الليبيين المحيطين يتعاملون مع المصريين كأخوة وشعب واحد.

وأضاف "شعبان"، وهو شاب في العشرينيات من عمره، إنه رحل قبل 4 سنوات عن إحدى القرى في محافظة البحيرة بمصر، ليعمل في مخبر بطبرق، متابعا: "الإعلام مكبر العملية في مصر جدا، وأهالينا ضاغطين علينا عشان نرجع بدافع الخوف، لكن في الحقيقة لا يوجد علينا هنا في شرق ليبيا أي تهديد".

أما أسامة محمد عوض، الذي يعمل هو الآخر في أحد مخابز طبرق، فيقول إنه أتى إلى طبرق منذ عدة سنوات وهي مدينة آمنة بالمقارنة بغيرها من المدن التي تنقل بينها خلال 12 عاما عاشها في مختلف أنحاء ليبيا.

وأشار "عوض"، وهو شاب في الثلاثينيات من العمر، إلى أن المرة الوحيدة التي تعرض فيها للخطر كانت عندما اقتحم عدد ممن أسماهم بـ "البلطجية" المسلحين وسرقت محتويات منزله، قائلا: "هجم علينا مجموعة بلطجية بالسلاح لكن ربنا نجانا الحمد لله".

وأضاف "عوض" وهو من إحدى قرى البحيرة، إنه لا يمكن أن يقول أن جميع الليبيين "وحشين"، على حد تعبيره، متابعا: "فيه ليبيين كويسين، وفيه ليبيين وحشين، صوابعك مش زي بعضها".

وحول ظروف حياته وعمله في طبرق، أكد "عوض" إنه يشعر بالخوف كغيره من المصريين والليبين فالبلد لم تعد آمنة على حد قوله، موضحا: "مفيش أمان في البلد زي زمان، مقدرش أمشي في الشارع مآمن، زي عندنا في مصر برضه، مفيش أمان".

بينما قال أحد المصريين -رفض ذكر اسمه- إنه من محافظة المنوفية بدلتا مصر، ويعمل في ليبيا منذ عام 1992، انتقل للعمل في مدينة طبرق قبل 7 سنوات، مشيرا إلى أنه لم يتعرض لأي مضايقات تذكر قبل أو بعد ثورة 17 فبراير 2011، التي أطاحت بنظام معمر القذافي.

وأضاف إنه لم يتعرض له أحد من الليبيين خلال الفترة الأخيرة، قائلا: "كل الناس بتحترمني عشان سني كبير، محدش بيتعرض لي سواء في الشغل أو الشارع".

واتهم وسائل الإعلام وقناة الجزيرة الإخبارية بتأجيج الفتن بين الليبيين والمصريين، متابعا: "القنوات المغرضة خصوصا الجزيرة هي من يروج لأن الليبيين يكرهون المصريين، لكن الحقيقة غير ذلك، الليبيين بيعاملونا باحترام".

فيما قال علاء محمد، وهو أحد المصريين الذين يعملون في طبرق منذ 13 عاما، إنه انتقل للعمل في طبرق منذ أحداث ثورة 17 فبراير 2011 حتى الآن، مشيرا إلى أنه لم يتعرض لمضايقات أو مشكلات في هذه المدينة.

وأضاف "محمد" إن قوات الأمن الليبية تحمي المصريين في طبرق، متابعا: "عندما يمرون علينا ونحن في العمل يقولون لنا إن مصر وليبيا إيد واحدة، ويدعوننا لعدم الخوف وعدم مغادرة طبرق".

وحول عودة مئات المصريين إلى الوطن بعد أحداث العنف الأخيرة خاصة بعدما بث تنظيم "داعش" فيديو ذبح 21 مصريا قبطيا، أكد "محمد" أن مغادرة المصريين بسبب الإعلام والقنوات التي وصفها بـ "قنوات مش تمام بتروج إننا محاصرين وبنتهدد، وهذا غير صحيح".

وأشار إلى أن هناك بالفعل كثيرا من المصريين تركوا أعمالهم وأموالهم وغادروا إلى مصر بسبب الخوف والتهديد، إلا أن غالبية هؤلاء هم من يعيشون في مناطق غرب ليبيا، مضيفا: "الليبيون يعاملوننا على أننا إخوة، وبياخدونا لمكان الشغل ويرجعونا تاني ومفيش حد بيتعرض لنا، بالعكس هناك من يقف بجانبنا ومتكاتف معانا".

وأوضح "عوض" أن السلطات المصرية في منفذ السلوم البري قدمت المساعدة للمصريين الذين عبروا للعودة للوطن.

بينما قال أحد المصريين -رفض ذكر اسمه- إنه يعمل سباكا ويتعامل يوميا مع ليبيين ومصريين، مؤكدا أن الأمور هادئة في المدينة ولم يتعرض لأي تهديدات، واصفا طبرق بأنها مثل مصر آمنة ولا توجد أي مشكلات.

وأضاف أن هناك مصريون جاءوا إلى طبرق من مدن البيضاء والقبة خاصة بعد التفجيرات الأخيرة التي أودت بحياة 45 شخصا من بينهم 6 مصريين، موضحا أن التهديدات في مناطق غرب ليبيا دفعت آلافا من المصريين إلى مغادرة تلك المناطق أو مغادرة ليبيا بشكل عام، على حد قوله.

وحول تقديراته لأعداد المصريين الذين غادروا ليبيا، قال إنه منذ يوم الجمعة الماضية لا زال آلاف المصريين يتدفقون إلى طبرق وهناك بين 2000 و 3000 مصري غادروا إلى وطنهم، مستدركا حديثه بالقول: "طبرق ليست كباقي مدن ليبيا فهنا الوضع آمن، وطبرق مطروح واحد".

وأضاف: "اللي مشى مشى من الغرب، لكن هنا نحن في أمان وليس لدينا مشكلات، وأنا أملك سيارة وشغال عليها للنقل، واعتبر نفسي في بلدي، مثل مطروح تماما، وأريد طمأنة أهلنا في مصر، فنحن بخير".