بعد أشهر من الخلاف والمشاحنات، قررت عائلتا "أبو سنة" وأبو "وتاب"، إنهاء خصومتهما داخل قرية عرب الحصار في مركز الصف في محافظة الجيزة.

الخبير الأمني والقانوني، علاء عابد، استضاف الصلح أول أمس الأربعاء، لتنتهي الخصومة الناتجة عن مقتل سيدة وإصابة آخرين من العائلتين بتقديم والد القاتل الكفن لأسرة القتيلة.

خصومة العائلتين بدأت بسبب مشاجرة بين الجيران من العائلتين ناتجة عن لعب الأطفال، فاستعان كل منهما بعائلته، ما تسبب في مقتل سيدة من عائلة "أبوسنة" وإصابة آخرين، تدخل بعدها علاء عابد وعلماء من الأزهر والأوقاف ومجموعة من المحكمين العرفيين لوقف الدماء بين العائلتين، وتوصلوا لأن تدفع عائلة "أبو وتاب" دية قدرها 500 ألف جنيه، وتقدم الكفن لأهل القتيلة، وحاز الاقتراح رضا الطرفين.

الصلح ومراسم تسليم الكفن شهدا حضور الفنان إيمان البحر درويش، والفنان طارق الدسوقي، والإعلامي محسن داوود، ووكيل جهاز المخابرات الأسبق، الفريق حسام خيرالله، والوكيل عن الأزهر، الدكتور عبدالفتاح علام، ووكيل الأوقاف، الشيخ رفعت عبدالحميد.

افتتحت الجلسة بتلاوة عدد آيات من القرآن الكريم، تبعها وكيل الأزهر بكلمة عن خطورة سفك الدماء وضرورة الصفح والعفو، كما أبرز جزاء المتسامح عند الله، ثم تحدث علاء عابد قائلا إن الدين الإسلامي لم ينتشر بحد السيف كما يظهر إرهاب داعش في العالم، بل إنه انتشر بالسماحة والسلام والأمن والطمأنينة.

نقيب الفنانين السابق، إيمان البحر درويش، دعا للقتيلة ولشهداء ليبيا ولشهداء مصر على وجه العموم، وشكر العائلتين لقبولهما الصلح، ودعا الإعلام المصري للاهتمام بالقضايا الهامة كما كان يفعل من قبل.

وأكد طارق الدسوقي أن الانسان هو خليفة الله في الأرض، وأنه يستحق منا أن نحافظ على حرمته وعلى دمه، موضحا أن العائلتين رفعتا من قيمة العقل وقيمة التسامح بتصالحهما.

وواصل "هذه دعوة ورسالة موجهة لجميع الناس، أننا أهل سلام وحب وأهل عفو ومغفرة، وأننا دائما ما نصغي لصوت العقل ونغلبه ونعليه على أي شئ آخر"، مشيرا إلى أن صوت العقل والتسامح من شأنه أن يقضي على ظاهرة الثأر نهائيا.

وكيل المخابرات الأسبق أشار إلى أن الله يحفظ مصر من كل شر يحدق بها، وتابع "قواتنا المسلحة ستعبر وتقضي على الإرهاب خارجيا وداخليا ولن تسمح لعدو أن يحاربها أو يسيطر عليها أو يغلبها فنحن منصورون إلى يوم الدين لأننا مهد الحضارات، وفي رباط إلى يوم الدين".