خاص| لهذا ذهب ولي ولي العهد السعودي إلى بريطانيا
في إطار زيارته الرسمية الآولى إلى بريطانيا، يرأس ولي ولي العهد السعودي ووزير الداخلية الأمير "محمد بن نايف بن عبد العزيز" وفدا يضم عددا من الوزراء، بينهم وزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير التجارة ووزير الثقافة والإعلام وقادة عسكريون وأمنيون، ويلتقي خلال الزيارة كبار المسؤولين في الحكومة البريطانية لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات السياسية والأمنية والمستجدات الإقليمية والعالمية والأوضاع في المنطقة.
أهمية خاصة
وتكتسب الزيارة أهمية خاصة، إذ هي أول زيارة رسمية للأمير محمد بن نايف لبريطانيا منذ توليه مهامه وليا لولي العهد بنهاية يناير الماضي.
وتعكس عمق تواصل السعودية مع الدول الأوروبية والغربية، من أجل حسن التنسيق السياسي والأمني، خصوصا في مرحلة تشهد فيها منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا في التوتر، بسبب ارتفاع وتيرة الارهاب ممثلًا بتنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، الذي يشكل خطرا كبيرا، يتجاوز الخريطة الإقليمية إلى الخريطة الدولية.
وتشهد المباحثات التي يجريها الأمير محمد بن نايف مع المسؤولين البريطانيين، فتحا لكل الملفات الساخنة، بينها كل القضايا المتصلة بمكافحة الإرهاب، إلى الانقلاب الحوثي في اليمن، والملف النووي الإيراني، إلى ملفات سياسية واقتصادية مختلفة، علما أن الأمير محمد بن نايف يمسك بالملفات الأمنية والسياسية والدفاعية والإقتصادية.
حفاوة الاستقبال
وصل الأمير "محمد بن نايف"، مساء الثلاثاء الماضى، إلى المملكة المتحدة وكان فى استقباله في مطار "هيثرو" الدولي الأمير "محمد بن نواف" سفير السعودية لدى المملكة المتحدة، ووزيرة الداخلية البريطانية "تيريزا مي"، ورئيس جهاز الاستخبارات البريطانية "أليكس يانقر"، وعدد من أعضاء سفارة المملكة في لندن والملاحق المعتمدون.
والتقي "بن نايف"، مساء الثلاثاء، وزير الخارجية "فيليب هاموند"، الذي أقام له حفل عشاء بحضور مسؤولين بريطانيين، بمقر إقامته الرسمي في "كالتون قاردنز"، تكريما لولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
كما حضر من الجانب البريطاني عضو البرلمان وزير الدولة للشؤون الخارجية "توبايس الويد"، ومدير عام الشؤون السياسية بوزارة الخارجية "السير سايمون لورنس غاس"، ومدير شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية "السير ادوارد اوكدن"، والسفير البريطاني لدى المملكة "سايمون كوليس".
"داعش"
التقى الخميس، الأمير محمد بن نايف، برئيس الوزراء البريطانى "ديفيد كاميرون"، وبحث الأمير معه خلال الإجتماع الذي دام قرابة الساعة والنصف، العلاقات البلدين والوضع في اليمن وسوريا وليبيا وسبل مكافحة الإرهاب.
وأفادت وسائل الإعلام البريطانية، أن إجتماع الأمير محمد مع كاميرون يعد من أطول الاجتماعات الذي عقدها وزير الداخلية السعودي خلال الأيام الثلاثة الماضية. وأضافت أن الأمير محمد يختتم زيارته الليلة، باجتماع آخر مع وزير الداخلية البريطاني.
وفى تصريح خاص لـ"دوت مصر"، أشار الخبير الإستراتيجي والأستاذ في أكاديمية نايف للعلوم الأمنية اللواء جمال مظلوم، إلى أن السعودية أتاحت قدرا كبيرا من التحركات الخارجية منذ تولية الملك سلمان مقاليد الحكم فى البلاد لخدمة الآمن القومى السعودى.
وأضاف أن أجهزة الاستخبارات البريطانية لديها معلومات عن أعضاء بتنظيم الدولة الإسلامية"داعش"، ومن المؤكد أن السعودية تسعى للاستفادة من هذه المعلومات لخدمة أمنها القومى، مشيرا إلى أن الزيارة تهدف فى مجملها إلى التنسيق بين الجانبين لتعزيز سبل مكافحة الإرهاب.
الحوثيين
أما بالنسبة إلى التهديد الذى يمثله الحوثيون على السعودية خاصة بعد وصولهم إلى مضيق باب المندب، صرح الباحث في العلاقات الدولية لـ"دوت مصر"، محمد محسن أبو النور، أن المملكة على وشك حرب متعددة الأطراف شمالا تواجه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
أما جنوبا فهى تواجه الحوثيين، خاصة بعد تصريح عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي باليمن، حيث اتهم السعودية بالعمل على إرسال أموالها إلى اليمن بهدف التخريب، قائلا "المال السعودي الذي يقدم في ظل المصلحة العامة لا يمثل شيئا ابدا ولا يلبي اي احتياجات اساسية على هذا الشعب، مقابل الاموال التي تتدفق للتدمير، مضيفا "الذي كان يموَّل بشكل كبير في هذا البلد المشاريع التدميرية وتضر بالاقتصاد المحلي."
رائف بدوى
قالت الحكومة البريطانية، إنها تعتزم مناقشة قضية الناشط والمدون السعودي، رائف بدوي، المحكوم بالسجن والجلد، ونقلت الصحف البريطانية عن متحدث باسم الحكومة البريطانية - بحسب سي إن إن- الخميس، قوله "إن قضية بدوي، المحكوم بألف جلدة، والذي أدَّى تنفيذ جزء منها إلى موجة من الاحتجاجات التي انتهت بتعليق العقوبة، ستكون على طاولة المباحثات التي لن تستبعد أي قضية خلال الزيارة".
يذكر، أن المحكمة الجزائية في جدة قضت على الناشط رائف بدوي مؤسس الشبكة الليبرالية الحرة على شبكة الانترنت، بالسجن 10 سنوات والجلد 1000 جلدة، بالإضافة لغرامة مالية قدرها مليون ريال، بتهم تأسيس شبكة ليبرالية وتبنيه الفكر الليبرالي، وثبوت إساءته للإسلام.
واستبعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبد العزيز بالرياض، الدكتور وحيد هاشم، خلال حديثه لـ"دوت مصر"، أن تقبل السعودية أية إملاءات خارجية للتدخل فى شئون المملكة الداخلية.
من جانب أخر، قالت منظمة العفو الدولية "أمنستي" إن على الحكومة البريطانية "ألا تترك مجالا للشك بذهن الأمير محمد بن نايف حول رغبتها في إطلاق سراح بدوي وبدء إصلاحات حقوقية في السعودية بأسرع وقت ممكن."
من جانبها، أعادت سارة ليا واطسون، مديرة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى منظمة "هيومن رايتس ووتش" تغريدة على موقع "تويتر" تتساءل ما إذا كانت لندن ستثير أيضا قضية الناشط الحقوقي، وليد أبوالخير، المحكوم بالسجن 15 عاما.