التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 07:11 م , بتوقيت القاهرة

لماذا تسعى السعودية لمصالحة تركية مصرية؟

تدور تكهنات حول وجود اتجاه سعودي لعقد مصالحة بين مصر وتركيا، وإذا ما صحت فهي تحمل دلالات كثيرة، حيث أن الرياض تعتبر الداعم الأكبر للقاهرة، خصوصا في ظل أحداث 30 يونيو/حزيران 2013، ولديها مواقف من تركيا بخصوص العلاقة مع الإخوان.


في سياق متصل، تشير تحركات الملك الأردني عبدالله الثاني، وزيارته إلى مصر أمس الخميس، إلى ارتباطها بقضايا جوهرية في المنطقة، وهي خلق تحالف عربي لمواجهة الأوضاع المتأزمة في ليبيا، من خلال عمل وساطة لتفعيل مصالحة مصرية تركية، لاسيما أن نجاح المصالحة سيدفع باتجاه إقامة تحالف جديد يضم التياران الرئيسيان في المنطقة الرافضين للإخوان والداعمين لهم ممثلين بتركيا وقطر.


سياسة الاحتواء
يقول رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، الدكتور أنور ماجد عشقي، لـ"دوت مصر"، إن "سياسة الملك سلمان بن عبدالعزيز توافقية دائما، فهي تقوم على الحوار بين الجميع، والاحتواء، لذلك، الهدف الأساسي له من خلال زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، هو تقريب وجهات النظر مع الجميع وتعاون الأمة الإسلامية".


ويتابع عشقي من العاصمة السعودية الرياض، "هذا الاحتمال الذي لم يصدر أي تصريح رسمي به، هو بالنهاية بوادر تدل على أن هناك ما يؤكد أن الهدف من اللقاء إذا ما تم هو تقريب وجهات وجهات النظر بين تركيا وبين مصر لأنهما دولتين إسلاميتين كبيرتين".


قوة عربية
وفيما يخص وجود اتجاه عربي لتشكيل تحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ليبيا، يقول عشقي "نحن نعرف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طالب بتشكيل قوة عربية مشتركة، وهذه القوة لن تغفل الأردن وستكون من ضمن هذه القوة، وهذا نابع أساسا من ميثاق الجامعة العربية، وهو الدفاع العربي المشترك، وأيضا نجاح التجربة الخليجية في مسألة البحرين وهذه عززت الفكرة عند السيسي، وهذا يعطي أن الملك الأردني قد يكون جزء من تأسيس قوة عربية تضم السعودية والإمارات ومصر والمغرب".


صعوبة المصالحة
من جانبه، يقول الكاتب والمحلل السياسي الأردني، ناهض حتر، "أرى أنه من الصعب أن يتم حل الخلاف التركي المصري خلال زيارة رئيسي الدولتين إلى السعودية، هناك إمكانية لوجود نوع من التهدئة لكن القضية الأساسية هي وجود صراع بين الدولة المصرية والإخوان، هو صراع كسر عظم، وكما هو معلوم فإن الدولة التركية تدعم الإخوان والحكومة التركية إخوانية، فهل سيقدم السيسي تنازلات؟ استبعد ذلك، وهل سيقدم أردوغان تنازلات؟ أيضا استبعد ذلك".


ويتابع حتر من العاصمة عمان، "لا أعتقد أن هناك شيء جدي قد يحدث في هذه العلاقة، قد تكون العملية مجرد تلطيف للأجواء لكن استبعد أن يحصل نوع من التقارب بين الجانبين".


الدور الأردني
ويوضح أن العاهل السعودي، لديه رؤية إيجابية نحو تركيا وليس لديه رؤية عدوانية نحو الإخوان، في وقت تسعى الولايات المتحدة لتشكيل تحالف في المنطقة في سياق واحد يجمع الجميع في إطار واحد.


ويشير حتر إلى وجود محورين في المنطقة، محور سعودي إماراتي مصري، مقابل محور تركي قطري، وأن هناك سعي لضم محور الإخوان "قطر وتركيا"، إلى التحالف.


وحول دور الحكومة الأردنية في تشكيل تحالف عربي في ليبيا، قال حتر "استبعد قيام تحرك في ليبيا لأنه يحتاج لغطاء وموافقة دولية، وأن الحكومة الأردنية الآن تقف في المنتصف بالنسبة للعلاقات مع تركيا، لكن أعتقد أن تشكيل تحالف عربي يتوقف على المصالحة التركية المصرية، فهل يمكن التسوية بين الطرفين؟".


ملفات إقليمية
الخبير في شؤون الشرق الأوسط، بنده يوسف، يقول إن التغيرات التي تحدث في المنطقة، فرضت تغييرا على السياسة السعودية، اليوم المشهد اليمني تغير كونها تهدد الأمن القومي السعودي، السعودية اليوم أصبحت مضطرة للتعامل مع الإخوان في اليمن، لمواجهة الحوثيين، فمن الطبيعي أن تحاول السعودية التقارب مع تركيا، ومصالحة مصر معها، لأنه أيضا ليبيا تشكل ملف أمن قومي بالنسبة لمصر".


ويتابع يوسف، "اليوم السعودية بحاجة إلى ثقل في اليمن، وهذا الثقل تمثله تركيا كونها تدعم الإخوان في اليمن، وفي المقابل الأمر مرتبط في ليبيا، فقطر وتركيا قادرين على التأثير على الإخوان في ليبيا والذهاب باتجاه تهدئة الوضع هناك".


تقاطع المصالح
ويرى يوسف أن السعودية وتركيا تتفقان في الملف السوري واليمني، وفي هذا الإطار السعودية تسعى لكسب مصر في هذا الانسجام، والعمل على إمكانية إعادة العلاقات المصرية التركية بعد سقوط حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي.


ويقول المحلل السياسي إن "المصالحة التركية مع مصر ستكون بشكل تدريجي، السعودية بحاجة لمصر كونها قوة عربية هامة في المنطقة، وهناك تحديات كبيرة أمام الدولتين، وسنرى بعد المصالحة التركية تهدئة للوضع داخل ليبيا، مقابل تخفيف الدعم القطري فيها أيضا، وهو ما سينتهي بورقة للحل السياسي في ليبيا".