لماذا يكره المصريون شهر فبراير؟
لم يبق من الزمن إلا 48 ساعة، وينقضي شهر فبراير، فعدد أيامه هذا العام 28 يوما، ورغم أن الأيام الثمانية والعشرين تؤشر إلى أن السنة الميلادية سنة بسيطة، إلا أن مشاعر المصريين تجاه هذا الشهر لم ولن تتغير، فقد دأبوا على تسميته منذ القدم "فئراير"، وانطباعهم السئ عنه هذا العام ليس بسبب الأزمات المالية التي يشعرون بها، وإنما بسبب الهجمات الإرهابية المتكررة والتي تتعرض لها مصر، ودون ذنب منه تكون في الأكثر هولا وفجيعة0
مذبحة ليبيا
سيرحل شهر فبراير دون توجيه اللوم للمصريين، ولكنه سيرحل لاعنا الإرهاب الأسود الذي رسخ في أذهانهم تلك الفكرة السيئة عنه، إذ شهد فبراير 2015 حدادا وراء حداد، وعمليات إرهابية خلفت ورائها شهداء جدد، وفيه حدثت مجزرة المصريين في ليبيا "21 مصريا مدنيا أعزلا يعملون في ليبيا"، بسكين تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الذي بث فيديو في يوم 15 فبراير يعرض هذه الجريمة، وفيه أيضا وقعت انفجارات منطقة القبة بليبيا، ووقع فيها ضحايا مصريين آخرين.
أحداث الدفاع الجوي
وقبله سقط أكثر من 22 قتيلا في اشتباكات بين قوات الأمن ومشجعين لكرة القدم بنادي الزمالك أمام استاد الدفاع الجوى، يوم 8 فبراير الحالي، قبل مباراة "إنبي والزمالك" بالدوري العام لكرة القدم، وكأنها تحي الذكرى الثالثة لأحداث استاد بورسعيد، التي وقعت فى الأول من فبراير عام 2012، عقب مباراة لكرة القدم بين النادي المصري ونظيره الأهلي، وراح ضحيتها 72 قتيلا من مشجعي الأهلي، بالاضافة إلى المئات من المصابين، وكان قد اعتبرها الكثيرون أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية0
ذكرى موقعة الجمل
وتمر في شهر فبراير، أيضا الذكرى الرابعة لموقعة الجمل الشهيرة، التي وقعت في الثاني من فبراير عام 2011، في ميدان التحرير خلال أحداث "25 يناير" في صبيحة خطاب الرئيس السابق حسنى مبارك، الذي أعلن فيه إنه "ولد وعاش في هذا البلد وحارب من أجله وسيموت على أرضه".
وخلفت تلك الموقعة ورائها حوالي 38 قتيلا من المتظاهرين و500 جريح ومصاب، الأمر الذي أدى إلى تعاطف الشعب وانضمام الأغلبية للمتظاهرين لتأييد مطلب رحيل مبارك.
عرق السلام 98
وفي يوم 3 فبراير الحالي، مرت الذكرى التاسعة لكارثة غرق عبارة السلام 98 في البحر الأحمر، وهي في طريق عودتها من منطقة تبوك بالسعودية إلى سفاجا بمصر وعلى متنها 1415 شخصا، بينهم 1310 من المصريين العاملين فى السعودية، وبعض العائدين بعد أداء مناسك الحج، بالإضافة إلى طاقم الملاحة المؤلف من 104 أفراد و115 أجنبيا0
حريق قطار الصعيد
وفي فبراير، تمر ذكرى حادثة 20 فبراير 2002، في عيد الأضحى، وهي حادثة حريق قطار الصعيد رقم 832 المتجهة من القاهرة إلى أسوان، والتي راح ضحيتها أكثر من361 مواطنا، ولقى الضحايا حتفهم حرقا أو نتيجة محاولتهم القفز خارج القطار، ما تسبب عنه في مقتل الكثيرين منهم وغرق البعض في ترعة الإبراهيمية.
اغتيال السباعي ومعركة "مطار لارنكا"
ويعيد شهر فبراير، إلى الأذهان حلول الذكرى الـ35، لاغتيال وزير الثقافة المصري يوسف السباعي، في قبرص في يوم 18 فبراير من عام 1978، أثناء مشاركته في مؤتمر لجنة التضامن الأسيوي الإفريقي، واحتجز القتلة ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركة في المؤتمر كرهائن، مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتلهم ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهم بنقلهم جوا إلى خارج البلاد.
وفي رد فعل سريع قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بإرسال طائرة عسكرية مصرية على متنها أفراد من القوات الخاصة، واشتبكت مع قوات الحرس الرئاسي القبرصي في مطار لارنكا، ودارت بينهما معركة استمرت قرابة الـ50 دقيقة، أسفرت عن تدمير الطائرة العسكرية المصرية وقتل 15 من جنود الصاعقة المصريين، وجرح ما يزيد على 80 مصابا من الطرفين، وتم القبض على من تبقى من قوات الصاعقة، وفي اليوم التالي لـ"معركة مطار لارنكا" تفاوض وزير الدولة للشؤون الخارجية المصري آنذاك، الدكتور بطرس غالي، مع الرئيس القبرصي لاستعادة رجال الصاعقة المعتقلين والعودة بجثث الضحايا ونجحت المفاوضات.