التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:29 م , بتوقيت القاهرة

فورين بوليسي لأمير قطر: أتأمرون الناس بالديموقراطية وتنسون أنفسكم 

قالت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية إن الرسالة التي أراد أن يحملها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الثاني، خلال مقالته في صحيفة "نيويورك تايمز"، والتي تدور حول محاسبة الحكام الديكتاتوريين، باعتبارهم مسؤولين عن انتشار الإرهاب، تتنافى مع الانتهاكات الكبيرة التي ترتكبها الإمارة الخليجية سواء في حق العمالة المهاجرة على أراضيها، أو علاقتها القوية بالعديد من التنظيمات المتشددة.


وأضافت الصحيفة أن الرسالة التي يقدمها ذلك الرجل الذي تسلم العرش عن والده، لتبقى الصفقة التي حمت إمارة قطر من رياح التغيير التي عصفت بالعديد من الأنظمة الحاكمة في المنطقة، إبان فترة الربيع العربي، تقوم في الأساس على الرضوخ للسلطة الاستبدادية الحاكمة في البلاد مقابل الحصول على الثروات الهائلة.


وقالت "فورين بوليسي" إن حديثه عن محاسبة الطغاة يثير سخرية لا يستهان بها، بسبب الانتهاكات الكبيرة التي ترتكب في حق العمالة المهاجرة، ونتغاضي عنها حكومته، بحسب الصحيفة، بالإضافة إلى ما يثار حول إقدام مسؤولي ملف قطر لإستضافة كأس العالم على دفع الرشاوى لكسب الأصوات.


وأوضحت الصحيفة الأمريكية البارزة أن قطر تعتمد بصورة كبيرة على العمالة المهاجرة في بناء الملاعب، وكذلك البنية الأساسية المرتبطة بها استعداد لتنظيم مونديال 2022، إلا أن الظروف التي يتعرضون لها تبدو صعبة للغاية، وهو ما دفع العديد من المنظمات الحقوقية لانتقاد تلك الأوضاع، مطالبين الحكومة القطرية بتحسين ظروفهم.


إلا أن هذا الأمر ربما لا يعني الرئيس الأمريكي باراك أوباما كثيرا، بحسب "فورين بوليسي"، حيث تعهد ونظيره القطري بالعمل معا للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، على الرغم من أن الإمارة الخليجية أدت دور الوسيط في العديد من المواقف بين الولايات المتحدة والتنظيمات الإسلامية.


وأضافت الصحيفة أن الإمارة تستخدم ثروتها الطائلة في تقديم الدعم المالي لتلك التنظيمات وتمويل أنشطتها، ومن بينها جبهة النصرة في سوريا، والتي تتبع تنظيم القاعدة، وهي الاتهامات التي يحرص مسؤولو الإمارة على نفيها دائما.


واختتمت الصحيفة تقريرها بأن مقالة الأمير تأتي للترويج لنفسه باعتباره إصلاحيا وديمقراطيا، رغم كونه لاعبا رئيسيا في السياسة الاستبدادية في الشرق الأوسط..