جاء ليكمل ما بدأه المتحدث العسكري الأول للقوات المسلحة، لكن بتوجهات مختلفة صادرة عن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، ليصبح العميد محمد سمير ثاني متحدث عسكري، ينتمى لسلاح المشاة، في تاريخ المؤسسة العسكرية.

خبراته في الوظائف المختلفة التي تقلدها في الجيش بداية من التنقل بين سلاحه وعضويته بهيئة تدريس معهد المشاة ومراقب عسكري بالأمم المتحدة ونهاية بعمله كملحق بدولة الإمارات، أثقلته بخبرات الهدوء والرزانة في التعامل مع المشاكل، التي تواجه المؤسسة، فضلا عن التزامه بتعليمات قائده العام في الجيش، والتي فضلت تقليل عدد ظهوره في وسائل الإعلام، فمنذ أن تولى منصبه في يوليو 2014 لم يعقد مؤتمرات صحافية سوى مرتين فقط.

الرسائل المبطنة

روح المتحدث العسكري الجديد التي تتميز بالبساطة جعلت فكرة قبوله للشعب المصري مشجعة على قيامه بتوصيل العديد من الرسائل المبطنة لأخبار المواطنين عن خبايا أجندات الخارج، وأوكلت له مهمة إعادة صياغة العلاقة بين الجيش والشعب في أجواء أكثر هدوءا عن الأعوام الثلاث الماضية.

التروي في إدلاء التصريحات العسكرية سمة تميز العميد محمد سمير خريج الكلية الحربية  عام 1988، ورغم أن قرار ظهوره من عدمه مرهون بموافقة وتصديق قائد الجيش المصري، إلا أنه لا يبخل في توضيح خلفيات الأحداث لكل ما يطلب منه ذلك، لتجد فطنته تسابق حضوره في سرد الحقائق وكشف المعلومات الغائبة عن الجميع.

ظهور مدروس

ووفقا لانطباعات محرري الملف العسكري عن العميد محمد سمير، فإن "المكاشفة"، أسلوب المتحدث العسكري الحاصل على نوط الواجب العسكري من الطبقة الأولى وميدالية الخدمة الطويلة بالقوات المسلحة والقدوة الحسنة، لأنه يؤمن أن المعلومة الصحيحة حق لكل مواطن، وهدف أساسي للقوات المسلحة تتبعه مع المصريين منذ ثورة يناير 2011. 

قلة ظهور المتحدث العسكري الثاني في عمر المؤسسة العسكرية إعلاميا، "مدروس"، خاصة وأن الدولة المصرية اكتمل بناينها، لكن تحركاته المكوكية لتعريف مغزى الحروب التي تمارس ضد مصر بأجيالها المختلفة بداية من الأول حتى الرابع، لأنه أحد أهم الأدوار المكلف بها، وهي إبصار وتعريف المواطنين في المؤسسات المختلفة بخطورة المرحلة التي تمر بها مصر خلال هذه الفترة.

أهمية المعلومات التي يسردها العميد سمير ترجع لملازمته الدائمة لجولات القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول صدقي صبحي بجانب التوجيهات الرسمية الصادرة له ليقوم بتنفيذها، مع ثقل خبراته من الخبرات العسكرية التي يستقيها في النقاش والتقييم واتخاذ القرارات العسكرية، التي تدعم الدولة المصرية ومواقفها الثابتة حيال كل القضايا الإقليمية وهو الأمر الذي عزز تواجده في دورة التحديات الأمنية الإقليمية من الولايات المتحدة الأمريكية دورة الدبلوماسية العسكرية "مركز جنيف للسياسات الأمنية".