فيديو| الحكومة ودواعش ليبيا يحاصرون قرية "الموت" بأسيوط
قرى كاملة في الصعيد، خاصة بمحافظة أسيوط، تعاني من الإهمال الحكومي والتهميش الكامل، لدرجة أنها تكاد تخرج من خريطة جمهورية مصر العربية، ما دعا أهالي تلك القرى للاستسلام للأمر الواقع، وشد الرحال إلى خارج البلاد، وبالتحديد إلى ليبيا، التي وجدوا بها ضالتهم في الحصول على مصدر آمن للرزق، فأصبحت هذه القرى مصرية الموقع، وليبية الوطن والانتماء، حتى بدأ القلق والتوتر وإرهاب داعش يغزو ليبيا، فأصبح هؤلاء الأهالي بين مطرقة الحكومة الغافلة عنهم ، وسندان الإرهاب في ليبيا.
"نجع علي منصور".. أحد النجوع التابعة للأعراب بالجبل الغربي، التابع لقرية العتامنة، بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، ويعد من أكثر النجوع معاناة في كل شئ، حيث يوجد مصدر دخل لقاطنيه، ومن ثم يعتمد سكانه على السفر إلى دولة ليبيا بحثا عن الرزق، خاصة وأن معظمهم يحمل الجنسيتين المصرية والليبية، ومنهم من أخذ أسرته واستقر بها في ليبيا.
وقال "سيد صالح" من سكان نجع علي منصور، "سبب هجرة الشباب والمسنين إلى ليبيا، هو تهميش المنطقة بأكملها، وعدم الاهتمام بها من النواحي الاقتصادية، حيث أن النجع لا يوجد به مدارس، وسكانه لا يوجد بينهم أحد موظف في وظيفة حكومية، وكبار السن منهم لا يحصلون على معاشات، ما يضطرنا إلى السفر إلى ليبيا حتى نموت ونأتي بلقمة العيش من اجل أبنائنا"، مضيفا أن سنه يتعدى الـ60 عاما، وبالرغم من الحرب التي تعيشها ليبيا، إلا أنه كان ينوي السفر، للبحث عن لقمة العيش.
وأشار إلى أن النجع يوجد به مخبز منذ عام 2000، وهو جاهز للعمل، وحتى الآن لم يحصل على حصة دقيق للعمل، ويعتمد الأهالي على إنتاج الخبز المنزلي.
وأوضح أحمد محمد عبد القادر "محامي"، خال محمد عبد النبي، ضحية حادث القبة الإرهابي، ومن سكان النجع، أن الشباب يتجهون إلى السفر لليبيا، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة في مصر، ولأن مصاريف السفر قليلة، لا تتعدى الـ5 آلاف جنيه، على عكس باقي الدول الأخرى.
وطالب "عبد القادر" المسؤولين في الدولة، بتنظيم العمل بالنسبة للعمالة المصرية في ليبيا، خاصة أنها لها فضل كبير على كثير من الشباب، للهروب من الفقر وبأقل تكلفة، وهناك أسر بأكملها في ليبيا، وتحمل الجنسية الليبية، مؤكدا أن عمه وأبناءه يعيشون هناك منذ 40 عاما، ويحملون الجنسية الليبية والمصرية.
وقال إن جميع قرى العربان تعيش على السفر إلى ليبيا، ومنها عرب التتالية وعرب بني شعران وعرب العمايم وعرب الجهمة، بالإضافة إلى قرى الأنصار والتمساحية وغيرها من القرى، التي يعتبر السفر إلى ليبيا مصدر دخلها الوحيد، رغم الوضع الأمني المتدهور.
ويؤكد مفتاح أحمد مدكور، العائد من ليبيا، وأحد سكان النجع، أن جدود العربان أصلهم ليبيين، جاءوا وقت حرب عمر المختار، مشيرا إلى أن لديه 4 أبناء يعملون في ليبيا، وهو على اتصال بهم بصفة يومية، للاطمئنان عليهم في ظل الظروف غير الآمنة في ليبيا.
يذكر أن الآلاف من أهالي نجع علي منصور، التابعة لقرية العتامنة، بمركز منفلوط، شيعوا أمس السبت، جثماني الشهيدين، عادل فرج عبدالعظيم، "22 عاما"، وابن عمومته، محمد عبدالنبي عبدالحميد، "20 عامًا"، واللذان استشهدا في عمليات التفجير الإرهابية، التي وقعت بمنطقة القبة شرق ليبيا، يوم الجمعة الماضي.