التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 05:53 م , بتوقيت القاهرة

كشف تفاصيل مثيرة في واقعة وفاة الملك الفرعوني سنب كاي

نجحت وزارة الآثار بالتعاون مع بعثة جامعة "بنسلفانيا" الأمريكية، في التوصل إلى حقائق أثرية مهمة بشأن سبب وفاة مؤسس الأسرة السادسة عشر من عصر الانتقال الثاني لمصر القديمة، الملك سنب كاي.

وقال بيان صدر عن الوزارة، اليوم الثلاثاء، إن سبب الوفاة يعود لهجوم شرس تعرض له خلال إحدى المعارك تسبب في إصابته بالعديد من الجروح، التي أودت بحياته، موضحا أن البعثة توصلت إلى هذه النتائج من خلال الدراسة المبدئية التي أجرتها على الهيكل العظمي للملك، الذي تم العثور عليه داخل مقبرته المكتشفة على يد البعثة العام الماضي بمنطقة أبيدوس الأثرية بمحافظة سوهاج.

وأشار إلى أن الدراسات المبدئية على الهيكل أظهرت ثمانية عشر جرحا اخترق عظام الملك، إضافة إلى قطوع رأسية بأقدامه وكاحليه، والجزء السفلي من الظهر، إلى جانب العديد من الضربات بالجمجمة، ما يرجح وفاة الملك أثناء إحدى المعارك القديمة، مضيفا أن الدراسات أفادت أيضا بأن الملك توفي في سن مبكرة تتراوح ما بين 35 و49 عاما على أكثر تقدير.

من جانبه، قال رئيس بعثة جامعة بنسلفانيا العاملة بأبيدوس، جوزيف وجنر، إن الإصابات الظاهرة على الهيكل تشير إلى أن واقعة وفاة الملك كانت قاسية إلى درجة كبيرة، لافتا إلى أن الضربات الظاهرة بالجمجمة تحديدا توضح قياسات الفؤوس المستخدمة في تلك المعركة، التي تميز بها عصر الانتقال الثاني.

وأشارت عضو فريق العمل، ماريا روسادو، إلى أن زاوية واتجاه جروح الملك ترجح أنه كان في مكان مرتفع عند إصابته، كما تشير إلى أنه كان على مقربى من مهاجميه لحظة وقوع الحادث.

أضافت أن الضربات التي وجهت إلى كاحلي الملك وأقدامه والجزء السفلي من الظهر، توضح بدرجة كبيرة الطريقة التي استطاع من خلالها مهاجميه إسقاطه على الأرض، كما يتضح أنه قد قتل على مسافة كبيرة من مقر إقامته، ما يظهر من خلال جسد الملك الذي يبدو أنه حُنط بعد فترة كبيرة من وفاته.

أضاف عضو فريق العمل، الدكتور جين هيل، أنه من المرجح أن الملك كان يمتطي جوادا أو ربما عجلته الحربية، حينما سقط قتيلا، فقد بدأ مهاجميه بضربه  عند أسفل الظهر ثم على كاحليه، ثم الأقدام حتى أسقطوه، وتمكنوا من القضاء عليه من خلال ضربات فؤوسهم المتتالية على الجمجمة.

كما لفت إلى أنه على الرغم من أن استخدام الخيول في القتال لم يكن شائعا فإن المصريين أظهروا كفاءتهم في ركوب الخيل أثناء عصر الانتقال الثاني، وهو ما يدفع إلى الاحتمال فيما لعبته الخيول من دورا بارزا في التحركات الحربية أثناء هذه الفترة حتى قبل التطور الكامل لتقنية العجلة الحربية في مصر القديمة.

بدوره، قال رئيس قطاع الآثار المصرية، يوسف خليفة، إن الدراسات أفادت أيضا بأن طول الملك يتراوح ما بين 172 حتى 182سم، كما أن عظام الحوض والأرجل تدلل على أنه كان فارسا يكثر من ركوب الخيل، مشيرا إلى أنه من غير الواضح حتى الآن إن كان الملك قد توفي في معركة ضد الهكسوس، الذين سيطروا على مصر الشمالية في تلك الفترة، من عدمه.

وأكد أنه في حال إثبات ذلك من خلال الدراسات المستقبلية، سيكون "سنب كاي" هو أول الملوك الأبطال المعرفين لدينا اللذين قتلوا في سبيل تحرير مصر من الهكسوس الغزاة، ومن بعده يأتي الملك سقنن رع، مؤسس الأسرة السابعة عشر، وجد الملك أحمس طارد الهكسوس.

من جانبه، أوضح مدير عام آثار سوهاج، جمال عبدالناصر، أن الملك سنب كاي ورد ذكره في بردية التورين باسم "وسر رع"، وهو ينتمي إلى أسرة أبيدوس  وهي أسرة وطنية محلية حكمت إلى جانب الأسرة الطيبية، لكنها لم تستمر طويلا "1650- 1600 ق.م" كما أن هؤلاء الملوك كانوا معاصرين للحكام الهكسوس في تلك الفترة من تاريخ مصر.