التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 02:17 ص , بتوقيت القاهرة

إليسار.. أول سفير إسرائيلي بمصر طارده الاكتئاب فطلب الرحيل

في مثل هذا اليوم، 24 فبراير من العام 1980، كلفت إسرائيل إليسار بن إلياهو بتولي منصب أول سفير لإسرائيل في مصر، بعد التوقيع على اتفاقية السلام بين البلدين، عام 1979، والتي تضمنت إقامة علاقات دبلوماسية بينهما.


ولد بن إلياهو، في مدينة رادوم البولندية، وتخرج في جامعة باريس، بتخصص العلوم الاجتماعية، ثم هاجر للولايات المتحدة ومنها لإسرائيل، وعمل سفيرا لإسرائيل في الولايات المتحدة  ثم فرنسا.


ظل أول سفير إسرائيلي بالقاهرة، في منصبه عام واحد فقط، حيث توجه بطلب لخارجية بلاده بنقله من القاهرة، بدعوى تعرضه للاكتئاب بسبب الوحدة والعزلة، حيث قال في مذكراته إنه خرج بـ3 أصدقاء فقط في القاهرة، من بينهم سائق سيارته المصري.


وافتتح إليسار السفارة الإسرائيلية في القاهرة، والتي كان مقرها فيلا بحي المهندسين في الجيزة، قبل تغيير المقر فيما بعد لأسباب أمنية إلى إحدى البنايات الضخمة المطلة على نهر النيل وكوبري جامعة القاهرة بشارع ابن مالك، حيث شغلت السفارة الطابقين الأخيرين قرب سطح العقار، وأحيط المبنى بإجراءات أمنية غير عادية، نظرا لقربها من الجامعة، وتكرار خروج تظاهرات للطلاب من الجامعة باتجاه السفارة.


وفي الوقت الذي عينت فيه مصر سفيرين فقط، هناك هما سعد مرتضى، ومحمد بسيوني، فإن إسرائيل احتاجت خلال نفس المدة لـ7 سفراء، أصيب أغلبهم بأمراض نفسية واكتئاب نتيجة العزلة الشعبية والرسمية التي عانوها في القاهرة.


إليسار بن إلياهو الذي وكلته خارجية بلاده سفيرا لإسرائيل في الولايات المتحدة، ثم في باريس، كان يشكو على الدوام من أن وجود الحرس بشكل متواصل يمس بحياته الاجتماعية، وهو ما جاء على إثر تعيينه دون استشارة الحكومة الفرنسية، وفق ما تقتضي الأعراف الدبلوماسية.


ولقى إليسار مصرعه في ظروف وصفتها إسرائيل بالمريبة، حيث جاءت بعد أسبوع من قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود باراك، إعفائه من منصبه.


وكان السفير الإسرائيلي الأول في مصر، يناهض علنا عملية السلام، ويفتخر بأنه لم يصافح الرئيس ياسر عرفات، ويدعو للاحتفاظ بالأراضي المحتلة، ويدافع عن مشروع إسرائيل الكبرى.