سفير بريطانيا في القاهرة: لا يمكن السيطرة على الإرهاب بـ"القمع"
أكد السفير البريطاني بالقاهرة جون كاسن أن ما حدث في ليبيا تجاه المصريين جريمة بشعة وحشية، موضحا أن بريطانيا أعلنت استنكارها لهذه المذبحة، مضيفا أنه لا يمكن السيطرة على الإرهاب نتيجة القمع، ونافيا ما تردد في وقت سابق عن قول رئيس الوزراء البريطاني "إذا كان هناك تهديد للأمن القومي البريطاني فلا تحدثني عن الحريات"، وأن تلك التصريحات غير صحيحة.
وقال كاسن، خلال لقائه ببرنامج "يحدث في مصر" الذي يذاع على فضائية "إم بي سي مصر2" أمس الإثنين، أتفهم الحزن والغضب عند المصريين لأنني رأيت نفس المعاناة عند الأمريكيين عام 2001 والبريطانيين عام 2005 بسبب الهجمات الإرهابية، مؤكدا أن الحزن الذي نشعر به الآن لا بد وأن يزيد من عزيمتنا ليهزم تنظيم داعش الإرهابي والتغلب على الإرهاب في ليبيا بشكل كامل.
وأوضح أن مصر لها الحق في الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن ميثاق الأم المتحدة يمنح كل الدول الحق في الدفاع عن نفسها طالما كانت العمليات العسكرية وفقا لشروط القانون الدولي، وكشف عن اتصال هاتفي تم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء البريطاني، بعد الأحداث البشعة التي حدثت في ليبيا ضد المصريين.
وأشار إلى أنه لا يجب أن تتحمل مصر عبء مواجهة داعش بمفردها، لأنها تخوض معركة ضد الإرهاب في سيناء، وأنه على المجتمع الدولي تحمل المسؤولية للتغلب على الإرهاب وحل أزمة الوضع في ليبيا، موضحا أن المجتمع الدولي يجب أن تكون له استراتيجية واضحة وقوية ضد التطرف والإرهاب في الأراضي الليبية.
واتفق مع ما ذكره الأمين العام للأمم المتحدة بأن الصواريخ قد تقتل الإرهابيين لكن ما يقتل الإرهاب هو الحكم الرشيد، ولا بد من التركيز على خلق حكومة وطنية في ليبيا تعمل على محاربة الإرهاب بشكل فعال.
واعتبر الحديث عن وجود خطة بريطانية سابقة لخلق تنظيم داعش الإرهابي فكرة غريبة جدا، نافيا حدوث ذلك، واستنكر أيضا الحديث عن وجود مؤامرة من الغرب وراء تأسيس تنظيم إرهابي مثل داعش، مؤكدا أن ذلك لا علاقة له بالمنطق، مرجعا السبب الرئيسي في ظهور داعش هو تطور الأحداث في سوريا.
وقال "كاسن" إن تنظيم داعش الإرهابي يقتل مواطنينا ويدمر بلدان نعتمد عليها لمكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن بلاده تدفع مليارات الدولارات لمحاربة داعش والإنفاق على اللاجئين من سوريا، مؤكدا على أن الانتصار على الإرهاب يكون خلال المؤسسات السياسية السليمة.
وأكد أن السياسي الذي يشكو الإعلام مثل البحار الذي يشكو من الرياح، مضيفا أنه لا أحد يفهم مصر مثل المصريين.