التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:42 م , بتوقيت القاهرة

صور| منفذ السلوم.. المحطة الأولى للعائدين من ليبيا

تصوير- محمد أوسام:


في طريق جبلي متعرج، وبعد عدد لا بأس به من الكمائن ونقاط التفتيش وصلنا إلى منفذ السلوم البري، الذي أُغلق حاليا أمام المصريين المغادرين إلى الأراضي الليبية، وأصبح مستباحا أمام الليبيين وسيارات النقل الثقيل الليبية التي تنقل البضائع بالتبادل بين البلدين، وفي حرية تامة.



أما على أولى بوابات منفذ السلوم البري، بعد المنطقة المحايدة بين البلدين، يقف عشرات المصريين أعلى سيارات نصف نقل صغيرة، تقلهم وأمتعتهم من مصر وليبيا، وآخرون تركتهم سياراتهم وساروا من المنطقة المحايدة على الأقدام، يحملون على أكتافهم حقائب الثياب وبعض الأغطية التي حمتهم برودة الطريق.





ومن جهة أخرى، أوضحت المصادر الأمنية التي انتشرت في المكان، أن تلك هي البوابة التي تفرق بين صحيحي الأوراق وجوزات السفر، بين المسافرين بطريقة غير شرعية للكشف عنهم، والتأكد إذا ما كان عليهم أحكام في مصر، أو متداخلين في قضايا جنائية.


وفور علم العائدين من ليبيا، المُقدرين بالعشرات، بتواجد أجهزة صحفية بالمكان، تجمهروا حول حاملي الكاميرات للتعبير عن معاناتهم التي عاشوها في رحلة العودة، فعبر أحمد ورفاقه العائدون من البيضاء، عن معانتهم الذين أوقفت سيارتهم جماعة مسلحة، وأنقذهم سائقها الليبي، الذي نقلهم إلى سيارة ليبية متجهة إلى مصر.


إلا أن غيرهم من العائدين من بني غازي، كانوا الأقل حظا، بسبب سرقة متاعهم في الطريق على يد جماعات مسلحة أخرى، فيما تباينت آراء العائدين بين إمكانية عودتهم إلى ليبيا أو لا، فمنهم من أكد عودته من أجل أكل العيش، حتى وإن لم يستقر الوضع، وبرر عودته بسبب رغبة أهله بمصر في ذلك، ومنهم من اعتبر الأمر مستحيلا لما تعرض له هناك، أو يتعرض إليه المصريين بشكل عام.

وبصحبة جهات أمنية رفيعة، انتقلنا إلى صالة الوصول المخصصة لاستقبال القادمين من ليبيا، والذين سافروا بطريقة غير شرعية، ودار نقاشا حادا بين مجموعة من العائدين من درنة حول خطورة الوضع هناك، فمنهم من أكد أن المدينة آمنة وليس بها أي خطورة، مادام المقيم بها مسلم، ومنهم أكد أن حوادث القتل والخطف مازالت مستمرة تجاه المصريين بشكل عام، وأكد أحدهم، أن أحد المقيمين معه بالسكن، ذُبح أمام عينيه.


وفي المقابل، استنكرت إحدى الجهات الأمنية رفيعة المستوى، تصريحات العائدين من درنة عن استقرار الوضع هناك، مُشككة في كونهم تابعين لتنظيم "داعش في ليبيا"، وأنهم لم يعودوا سوى  تلبية لنداء أهاليهم، مُبرهنة ذلك بكونهم من المهاجرين بطريقة غير شرعية، وهو الأمر الذي يجعل الجهات الأمنية توقفهم في منفذ السلوم لمدة كبيرة، للتحقق من موقفهم القانوني بمصر.



أما في صالة الوصول المخصصة للعائدين من ليبيا بأوراق صحيحة، سارت الإجراءات بطريقة سلسة ودون تجمهر أو مشكلات، فيما خلت حجرة الحجر الصحي بالمنفذ، وعاد عدد العائدين يوميا من ليبيا إلى الشكل الطبيعي بعد حادث داعش ضد الأقباط المصريين.