التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:45 م , بتوقيت القاهرة

حوار| صبيح: إغراق إسرائيل لغزة جريمة تتطلب محاكمتها

ناشد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، محمد صبيح، الأقطار العربية بمد يد العون والمساعدة لقطاع غزة المُحاصر، والذي يعيش أوضاعا إنسانية متأزمة.


وقال صبيح، في حوار مع "دوت مصر"، اليوم الإثنين، ردا على إغراق الاحتلال الإسرائيلي لغزة بالمياه، بأن القطاع يعيش أوضاعا إنسانية تتطلب التحرك العاجل، من أجل نجدة فلسطينيي القطاع الذين يعيشون بلا مأوى أو منازل تضمهم بعد العدوان الأخير عليه.


ودعا الأمين العام للجامعة العربية الدول المانحة بضرورة تقديم التزاماتها التي أعلنت عنها، في مؤتمر إعمار غزة، بالقاهرة، أكتوبر الماضي، مؤكدا أن نسبة الالتزامات التي قدمت تكاد تكون صفر.


كيف ترون إغراق إسرائيل لغزة بالمياه؟


هذه جريمة ليست جديدة، ومتكررة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، المُحاصر منذ 7 سنوات ظلما وعدوانا، ودون أي موقف قانوني، أو مرجعية قانونية سوى مرجعية العدوان والسلاح، وإسرائيل لا تكتفي بالحصار، ولا بتجويعها لغزة، ولا بالنقص الشديد في الكهرباء والمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والأدوية وغير ذلك، فقد قامت بالأمس بفتح بوابة للمياه المخزنة، وسدود هي تقوم بعملها في الشتاء، عندما امتلأت تماما، ففتحت هذه السدودة لتغرق غزة ومنطقة المغراقة وحول وادي غزة بالمياه.


كيف ستتعاملون مع تلك الجريمة؟


هذه المياه خطيرة على مواطنين ليس لهم بيوتا من الأساس، بعد أن دُمرت بيوتهم في الحرب، وعلى أطفال لا يجدون ملجأ ينامون فيه خلال هذا البرد القارس، فإسرائيل تعاقبهم وتزيد المأساة، وهذه الجريمة تستحق المسائلة ومتابعة من قاموا بذلك وتحميل الدولة الإسرائيلية وقيادتها المسؤولية الكاملة لتكون هذه الجرائم ضمن الجرائم الكبيرة والواسعة، الموجودة منذ أول عدوان على غزة، إلى هذا العدوان الأخير على القطاع المكتظ بالسكان وأهله، فأعلى نسبة كثافة سكانية في العالم على المتر المربع، توجد في غزة، وهم لاجئون بلا مأوى ولا سقف.


كيف تحركتم على الأرض؟


نحن في جامعة الدول العربية نقوم بتنسيق كامل مع القيادة الفلسطينية، ومع أهلنا في غزة، والفصائل الفلسطينية، وبالتالي فإن كل ما نستطيع أن ندفع به إلى القطاع نعمل على تقديمه، وسبق أن دفعنا إليه في السابق من خلال دول عربية، طالبناها مباشرة بالتوجه نحو تقديم دعم مباشر، وقد ساعد الهلال الأحمر المصري كثيرا في ذلك، وكذلك نظيره الفلسطيني، ووكالة الغوث، ونحن الآن نقدم كل مناشدة لكل الدول العربية؛ لا تنسوا أهلنا في غزة، فهم بجاحة إلى مساعدتكم ودعمكم.


وبالإضافة إلى ذلك، فالجامعة العربية كانت قد سيرت قوافل من داخلها والأمانة العامة، وليس فقط من الدول العربية، وأتمنى من هذا الموقع، وباسم الجامعة، وبناءً على البيان والمناشدة الموقعة من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، لكل الدول التي شاركت في مؤتمر إعمار غزة، بالوفاء الفوري بما التزمت به.


وهذه قضية أخلاقية وإنسانية بالدرجة الأولى، لأن التأخير  في ذلك يتسبب في آلام كثيرة لأطفال ونساء، ويتسبب في فقدان أناس لحياتهم.


ما تقيمكم لنتيجة مؤتمر إعمار غزة؟


للأسف الشديد، حتى الآن النسبة تكاد تكون صفر في هذا المجال، والذي سدد تعهداته عدد ضئيل جدا، وليس بكل المبالغ المطلوبة، ومفوض الأمم المتحدة لمتابعة الشأن الفلسطيني السابق، روبرت سري، عندما جاء إلى الجامعة العربية، وناشد بأن تقوم هذه الدول بسداد 5 ملايين دولار، بشكل سريع من إجمالي 5 مليارات دولار، هي قيمة عائدات مؤتمر غزة، لم يتم تسديد حتى ربع هذا المبلغ.


كما أن "الأنروا" يكاد عملها يكون متوقفا، فبالتالي فإن الوضع غاية في الخطورة، كما نناشد جميع العاملين في الأنروا، وهي كمؤسسة تقوم بعمل كبير، بضرورة التحرك الإيجابي، إنما هناك دولا من بين الدول التي تمول هذه المؤسسة، وهي دولا كبيرة في الأمم المتحدة، تضغط على الشعب الفلسطيني، من خلالها، وإسرائيل لا تريد للأنروا أن تنجح، لأنها الشاهد الحي على جريمتها بتهجير الفلسطينيين.


ماذا عن ذريعة عدم التزام الأطراف الفلسطينية بالمصالحة؟


أولا نحن نطالب ونناشد ونصر أن تتم الوحدة الوطنية، بمعناها الحقيقي، وأن يتم دعم وزارة الوفاق الوطني الفلسطيني، لأنها العنوان الآن أمام العالم، وحتى في مؤتمر الإعمار، فهذا أمرا مطلوبا وعاجلا، أما تغيير الوزارة بعد سنة أو سنتين يعد أمرا مفتوحا، في حين أنه الآن لدينا عنوانا يجب التعامل معه، لكن مع هذا، فمن غير المفروض التحجج والتزرع بأن نمنع الغذاء والحياة عن الأطفال، لأنه ليست هناك وحدة وطنية في فلسطين، فلابد أن ندفع ما علينا وما التزمنا به أمام العالم.