دعا رئيس البرلمان العربي، أحمد بن محمد الجروان، إلى ضرورة صياغة أولويات الأمن القومي العربي، وما يتطلب صيانته، خاصة في ضوء المستجدات التي طرأت على الساحة العربية، والتهديدات التي أصبحت تعصف بأكثر من قطر بالمنطقة، وأهمها ظاهرة الإرهاب.

وأكد الجروان، في كلمة له خلال أعمال مؤتمر الأمن الإقليمي والتحديات التي تواجه المنطقة العربية، اليوم الإثنين، والذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الوطن العربي في ظل ما يعيشه من تهديد لقوى الإرهاب بحاجة إلى دراسة التحديات والمخاطر التي تواجهها الأمة العربية، سواء على الصعيد الأمني والعسكري أو السياسي والاقتصادي، من أجل التوصل إلى رؤية مستقبلية واقتراح الحلول المناسبة لمواجهة هذه التحديات.

وأشار إلى دعوة  البرلمان مسبقا بضرورة تحديث مفهوم الأمن القومي العربي، وإعادة صياغته بما يصون أمن الأمة العربية، ويعزز حصانتها تجاه المحاولات الرامية إلى زرع الفتنة، وتجميع عوامل زعزعة استقرار الدول، والدفع بها للوهن واللجوء للحماية الخارجية، داعيا جميع مكونات الأمة العربية وبلا استثناء للعمل يدا بيد، وفي اتجاه واحد نحو مجابهة تلك المخاطر والتحديات، فلقد أصبح العرب منشغلين بتنامي ظاهرة الإرهاب، وما تشكله من تحديات خطيرة للأمن القومي العربي.

وشدد الجروان على أن الأمر بات يتطلب تحركا سريعا وشاملا تعمل فيه جميع مكونات المجتمع العربي، من مؤسسات المجتمع المدني والإعلام، وصولا إلى المواطن العربي للعمل على محاربة ظاهرة الإرهاب، وتفعيل آليات الدفاع عن الأمن القومي العربي، مطالبا بضرورة تفعيل الاتفاقيات العربية في المجال القانوني والقضائي، وبخاصة الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والاتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

ودعا رئيس البرلمان العربي إلى صياغة مفهوم جديد للأمن القومي العربي بتحديد أولوياته، وكيفية صيانتها عبر خطة عربية واضحة ترتقي إلى مستوى التحديات الكبرى التي تتهدد الأمة العربية.

ومن جانبه، شدد وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف بالملكة العربية السعودية، تركي بن محمد بن سعود، على ضرورة تضافر الجهود في مواجهة الإرهاب والتطرف، الذي بات يشكل وباء خطيرا يهدد أمن المنطقة، الأمر الذي يتطلب تعاونا بناءً لمواجهته والقضاء على تنظيماته التي تطال الجميع بتهديداتها.

ولفت إلى أن ما يقوم به تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى من أعمال مخزية ضد المدنيين والأبرياء، هو دليل على ما يمكن أن يصل إليه الإرهاب من عنف ووحشية، الأمر الذي يتطلب تعزيز التعاون والجهود لمواجهته دون تردد.