التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 10:46 ص , بتوقيت القاهرة

معارضون سوريون: "دي ميستورا يلعب في الوقت الضائع"

منح ظهور مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا، فان دي ميستورا، على ساحة الصراع في سوريا، بصيص أمل بغية الوصول إلى حل سياسي هناك، مستندا على أسس مفاوضات جنيف 1 و2، التي تعتبر أن الحل السياسي في إطار هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة، مع استبعاد من تلطخت أيديهم بدماء الشعب، مع التأكيد على استبعاد الرئيس بشار الأسد من هذه العملية.


معطيات المرحلة الحالية في سوريا، لا تبدو أفضل حالا على الصعيد السياسي، فبعد فشل المساعي الأممية المتمثلة، بخطط المبعوثين الدوليين، كوفي عنان، والأخضر الإبراهيمي، يتوقع مراقبين أن خطة المبعوث الجديد، فان دي ميستورا، تسير نحو الفشل، لما تحمله من أفكار هشة، ومضمون يميل أكثر لوجهة نظر الحكومة السورية.



وكان دي ميستورا قدم مؤخرا خطة تعتمد على تجميد القتال في حلب، ونقل عن الحكومة السورية استعدادها لإيقاف قصف المدينة لمدة 6 أسابيع.


الحيادية أولا


يقول عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض، أنور بدر، لـ"دوت مصر": "دي ميستورا بالأساس لم يقدم مشروع حل واضح، لم يقدم للمعارضة أي خطة مكتوبة، في حين كان يوجه اهتمامه للنظام.. من يريد أن يكون وسيطا يجب أن يكون حياديا أولا".


وتابع بدر، بقوله: "بالنسبة لنا كائتلاف، لسنا ضد دي ميستورا بالمعنى الشخصي، لكن يجب أن نتسائل، ماذا قدم دي ميستوار؟ قدم بعض الأفكار لتجميد القتال في حلب، دون ريفها، ولم يوضح ماهية خطة جنيف أو الأمم المتحدة، وما هي الضوابط التي تحكم هذه الخطة، وما هو الرادع الذي يمكن استخدامه في حال لم يلتزم أي طرف بهذه الخطوة، أنا أرى أن دي ميستورا يحمل مجرد مجموعة أفكار، ولم يقدم شيئا حتى الآن".



ويضيف، "المبعوث الأممي لم يكن محايدا، قدم خطة مكتوبة للنظام، ويطالبنا كمعارضة بالموافقة على الخطة، دون معرفة ماهيتها، على ماذا يريد أن نوافق، سلوكه الشخصي لم يتحلى بالحيادية والنزاهة التي تترافق مع أي عمل دبلوماسي، فعندما يزور دمشق لأكثر من مرة، ويحضر حفلا للسفارة الإيرانية في دمشق، هذه مؤشرات لا تفترض النزاهة".


لا نية للحل


في سياق متصل، يرى آخرون أن دي ميستورا لم يكن دقيقا في تشخيص الإشكالية السورية، مشيرين إلى أن النظام يرى في إيقاف القتال بحلب هو سيناريو مشابه لما جرى في مدينة حمص (وسط البلاد)، بتسليم المعارضة السلاح الثقيل والخروج إلى أرياف المدينة.


ويقول المعارض السوري، كمال لبواني، لـ"دوت مصر": "ما يقوله دي ميستورا غير مقبول، هو لم يقدم شيئا عمليا، ينادي بأن الأسد جزءا من الحل، هذا طرح غير محايد، وصعب أن يتم قبوله، ماذا يعني توقيف القتال في حلب؟


وتابع لبواني بقوله إن أحد المحسوبين على النظام السوري، ويدعى طالب إبراهيم، تحدث بكلام واضح، عن أن تجميد القتال في حلب يعني رضوخها للنظام. وأضاف لبواني "لا أعتقد أن هناك نية للنظام لإيجاد حل سياسي، وبالنهاية يبدو أن العمل مع المبعوث الدولي سيكون مرفوضا وغير مُوافق عليه، لأنه لا يملك تشخيصا صحيحا للمشكلة".



ويتابع من العاصمة السويدية استوكهولم، "إن إمكانية وجود الحل غير متوفرة لأن عملية التفاوض يجب أن تقوم على هامش مشترك، وهذا الهامش غير موجود بين النظام والمعارضة".


ويرى لبواني أن التعامل مع الأزمة السورية منذ البداية، كان خاطئا، جيث كان يجب أن يكون على شكل حوار بين أبناء الشعب السوري، أما الآن تحولت القضية إلى قتال عسكري بين طرفين، كلا منهما يريد أن يحصل على كل شيء، مقترحا أن يكون التفاوض على المناطق الآمنة بديلا عن وجود هدنة.


واعتبر لبواني أن دي ميستورا يعمل على إعادة الشرعية للنظام، أي بتحويله من مجرم حرب إلى شريك في الحرب على الإرهاب.



هامش الوقت


من جانبه يقول المحلل السياسي السوري، عمر الحبال، لـ"دوت مصر"، إن خطة دي ميستورا فاشلة، لأنه أظهر انحيازه للأسد، بعد أن اعتبره جزءا من الحل، والذي نراه أساس المشكلة، وما يطرحه دي ميستورا يعتبر تراجعا عن مبادئ جنيف".


ويتابع، "لا بد من وقف إطلاق نار شامل، فلماذا يأتي إلى منطقة صغيرة من سوريا، ويقوم بتجربة وقف إطلاق النار، والكل يعلم أن هذه النقطة إذا ما تم وقف إطلاق النار فيها، ستعطيه فرصة للتركيز على مناطق أخرى، هذا الطرح غير مفيد للشعب السوري، حتى الآن دي ميستورا لم يقدم خطة مكتوبة، مجرد كلام إعلامي مبهم، دون أسس أو شروط وضمانات، هو يلعب في الوقت الضائع".