مفاجأة غير متوقعة فجرها الترتيب الجديد لموقع "جلوبال فاير باور" الأمريكي لأقوى 126 جيشا على مستوى العالم، خلال عام 2015، حيث شهد تراجعا عربيا، في الوقت الذي حافظ فيه الجيش الإسرائيلي على موقعه في المرتبة الـ11 وهو نفس الترتيب لعام 2014.

هبوط

ورغم أن الجيش المصري، الذي وقع منذ أيام على صفقة للتزود بـ24 مقاتلة "رافال" فرنسية، ظل هو الأول عربيا وإفريقيا، إلا أنه حل في المركز الـ18 عالميا، متأخرا بـ5 مراكز عن تصنيف العام 2014.

كذلك تراجع ترتيب جيش المملكة العربية السعودية، والمصنف الثاني عربيا، إلى المركز 28، بواقع 3 مراكز عن عام 2014، وتراجع الجيش الإماراتي إلى المركز 50، بواقع 8 مراكز، في الوقت الذي شهد فيه جيش سوريا، واليمن، السادس عربيا، والعراق، الثامن عربيا، تراجعا حادا.

فالجيش السوري حل في المركز الـ42 عالميا، مقابل 26 العام الماضي، متراجعا بواقع 16 مركزا، فيما جاء الجيش اليمني في المركز 79، مقابل 45، متراجعا بواقع 34 مركزا، أما جيش العراق فقد تراجع 30 مركزا ليحتل المرتبة 112 بدلا من 68 في عام 2014.

صعود

في حين تقدمت جيوش الجزائر، إلى المرتبة 31 مقابل 27 العام الماضي، والمغرب، إلى المرتبة 49 مقابل 65 العام الماضي، والأردن، إلى 64 مقابل 67 العام الماضي، والكويت إلى 71 مقابل 74 العام الماضي، في وقت حافظ الجيش التونسي على موقعه في المركز 58 عالميا، والعماني في المركز الـ69، والقطري في الـ77، والبحريني في الـ83، واللبناني في الـ86، والسوداني في الـ101.

مصر

وأرجع الموقع الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية سبب التأخر المصري إلى استمرار عدم الاستقرار الداخلي الذي تعاني منه القاهرة، في وقت لا تزال ملتزمة بمحاربة الإرهاب داخل حدودها.

الجيش المصري، الذي يبلغ عدد الجاهزين للخدمة فيه 35.3 مليون فرد، ويملك 4.462 دبابة و1.107 طائرة، بحسب الموقع، كانت مقاتلات تابعة له قد نفذت ضربات جوية، الإثنين الماضي، ردا على ما قالت إنها أهداف لتنظيم "داعش" في مدينة درنة شرقي ليبيا، ردا على إعدام التنظيم لـ21 مسيحيا مصريا في طرابلس، كان قد احتجزهم في وقت سابق.

ولأن الحرب تعتمد على التمويل أكثر من السلاح، فإن الدين الخارجي المصري بلغ 48.76 مليار دولار، فيما يبلغ الاحتياطي من العملات الأجنبية والذهب 17.03 مليار دولار، في حين أن ميزانية وزارة الدفاع 4.4 مليار دولار.

السعودية

اللافت للانتباه أن الموقع الأمريكي الذي قلل من تصنيف الجيش السعودي عالميا، هو نفسه الذي قال عن المملكة إنها تواصل دورها الرئيسي الذي تلعبه في منطقة الشرق الأوسط، بامتلاكها واحدة من القوات العسكرية الأكثر حداثة وقوة.

وتعد السعودية من أبرز الدول الداعمة لمصر وجيشها في مكافحة الإرهاب، إلى جانب الإمارات والأردن والكويت والبحرين.

ويقدر "جلوبال فاير باور" عدد الجاهزين للخدمة في الجيش السعودي بـ13.96 مليون فرد، وهو يمتلك 675 دبابة، و1210 طائرة، وتبلغ ميزانيته 56.72 مليار دولار.

الإمارات

وتكرر الأمر نفسه مع الإمارات، وفيما تراجع ترتيبها 8 مراكز، وصفها الموقع باعتبارها واحدة من الدول العربية المحاربة ضد "داعش".

الإمارات تعتبر الحليف العربي الحاسم، إلى جانب الأردن، في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم في سوريا والعراق.

وبحسب الموقع، فإن عدد الجاهزين للخدمة في الجيش الإماراتي يقدر بـ3.07 مليون فرد، وهو يمتلك 545 دبابة، و497 طائرة، بميزانية تبلغ 14.37 مليار دولار.

سوريا

"الحرب الأهلية السورية، التي بدأت في مارس/ آذار من عام 2011، لا تزال محتدمة حتى الآن، بين العديد من الأطراف المحلية، وبدعم من بعض الدول الأجنبية".. هكذا فسر "جلوبال فاير باور" تراجع تصنيف الجيش السوري 16 مركزا دفعة واحدة.

ويقاتل الجيش السوري ضد عدد من جبهات المعارضة المسلحة في البلاد، من أبرزها الجيش السوري الحر، الذي يحظى بدعم دولي واعتراف من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، كما يحظى بدعم تسليح من قبل دول الخليج، خصوصا السعودية، وجيش المهاجرين والأنصار، المحسوب على تنظيم "داعش"، والذي يضم مئات المقاتلين الأجانب، أغلبهم من القوقاز، ويتركز في حلب وحماة، بزعامة عمر الشيشاني.

ويقدر الموقع عدد الجاهزين للخدمة العسكرية في سوريا بـ9.93 مليون فرد، ويملك جيشها 4500 دبابة و462 طائرة، وتبلغ ميزانيته 1.87 مليار دولار.

اليمن

وبحسب الموقع، فإن الاضطرابات الأخيرة التي شهدها اليمن، حليف الولايات المتحدة في مسرح الخليج، بحسب الموقع، ألقت بظلال من الشك حول فعالية القوات المسلحة اليمنية.

وتشهد اليمن تغيرات على جميع الأصعدة، وليس على الصعيد الأمني فقط، حيث لم تستطع القوات الحكومية الوقوف في وجه "الزحف الحوثي" لجماعة أنصار الله، والتي باتت تسيطر على مفاصل البلاد، إلى درجة أجبرت الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، على تقديم استقالته.

ويقدر عدد الجاهزين للخدمة في الجيش اليمني بـ8.17 مليون فرد، وهو يمتلك 1.260 دبابة، و180 طائرة، وينفق على ذلك 1.44 مليار دولار، بحسب الموقع الأمريكي.

العراق

أما الجيش العراقي، فقد أرجع الموقع سبب تراجعه إلى الاقتتال الأهلي المتجدد فيه، وسط غياب لائتلاف واسع يجمع دول الخليج الغنية بالنفط، ما أدى لدخول البلاد في حرب جديدة.

إذ يشهد العراق، وبخاصة محافظة  نينوي، وضعا أمنيا استثنائيا، منذ إعلان حالة الطوارئ في 10 يونيو/ حزيران 2014، حيث تتواصل العمليات العسكرية الأمنية لطرد تنظيم "داعش" من المناطق التي ينتشر فيها في الموصل وصلاح الدين، بينما تستمر العمليات العسكرية في الأنبار لمواجهة التنظيم.

ويقدر "جلوبال فاير باور" عدد الجاهزين للخدمة في الجيش العراقي بـ13.01 مليون فرد، وهو يمتلك 297 دبابة، و231 طائرة، فيما تبلغ ميزانيته 6.05 مليار دولار.