أكد رئيس جامعة القاهرة جابر جاد نصار أن ما تعاني منه المدن ناتج عما يعاني منه الريف من خلال تصدير مشاكل جوهرية، سواء ما يتعلق بنشأة العشوائيات أو الإشكاليات الاجتماعية والسياسية الناتجة عن عدم الاهتمام، مضيفا أنه لا بد من الاهتمام بالريف، وليس فقط بتوصيف المشكلات أو الحديث عنها، وإنما بوضع خريطة لإنقاذ ريف مصر، ولا بد أن ندرس كيفية تغير أنماط الاستهلاك والإنتاج والتفكير لدى أهل الريف في مصر.

وقال نصار، خلال كلمته في المؤتمر القومي الذي ينظمه مركز بحوث التنمية الريفية بكلية الزراعة جامعة القاهرة تحت عنوان "تنمية ريف مصر في إطار سياق مؤسسي جديد.. بين الواقع والمأمول"، اليوم الإثنين، إنه منذ عدة سنوات كان الذي يشترى الخبز من المطعم أو المخبر كان يعاير ويقوم بتخبئته عند شرائه، أما اليوم بعد صلاة الفجر يقف الفلاحون أمام المخابز بالطوابير".

وأضاف أن هذا نوع من التغير في أنماط الاستهلاك جعل الريف عبئا على الدولة والمجتمع وليس منتجا، حيث يكون الأمر موصولا بالثقافة التي تأصلت في أذهان الكثير من المثقفين من احتكار المهن الزراعية والنظرة الدولية لها ما أدى لهروب الأجيال الشابة من العمل في الإنتاج الزراعي على الرغم من الثقافة الدينية والتاريخية التي ترفع من قيمة هذا العمل باعتباره عملا منتجا.

وأشار نصار إلى أن جامعة القاهرة وكلية الزراعة تتكفلان بـ2000 تختة مدرسية تسلم خلال أسبوعين، ألف تختة وبعدها بشهر ألف أخرى، لسد العجز في التخت المدرسية بمدارس محافظة الجيزة، مؤكدا أن مجلس الجامعة وافق على قسم الريفي وكلية الزراعة من منح سلطان القاسمي الدكتوراه الفخرية لأنه آزر جامعة القاهرة ووقف بجوارها بالمكتبة المركزية ومكتبة كلية الزراعة ومبنى كلية الهندسة الذي احترق أثناء اعتصام النهضة.

وأوضح "أننا نحتاج لحلول خارج الصندوق ولن تستطيع الحكومة وحدها تنمية هذه المناطق وتغيير هذه المفاهيم، ولكن هذا الأمر يحتاج لمنظومة اجتماعية وسياسية والتحجج بقلة الموارد هو عجز عن الفعل لأن مصر لا ينقصها الموارد ولكن ينقصها كيفية إدارة هذه الموارد وتنميتها واستثمارها واكتشاف نقاط القوة فى الشخصية المصرية وجغرافيا، وأن أسس نهضة مصر هي الاهتمام بالزراعة والترسيخ فى الأذهان، مؤكدا أن مصر بلد زراعي ولن تكون صناعية إلا إذا كانت زراعية في الطراز الأول والمحاصيل الزراعية أصبحت أسلحة استراتيجية تستخدم في السلم والحرب".