لماذا لم يهدم "داعش" ضريح سليمان شاه؟
حوادث هدم الأضرحة وتفجير المزارات في المدن العراقية والسورية، اعتادت وكالات الأنباء على تداولها منذ بداية سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، خلال يونيو/ حزيران 2014، إلا أن ضريح السلطان العثماني، سليمان شاه، الذي يقع في محافظة حلب السورية الخاضعة لسيطرة التنظيم نجا من أي أذى.
وأرجع التنظيم الذي سبق وفجر ضريح النبي يونس، في الموصل، عدم اقترابه بالأذى إلى الضريح المنسوب للأتراك، إلى أنه لا يوجد أي رفات لسليمان شاه بالضريح، وقال "المكان بنيان حولته الحكومة التركية إلى متحف رمزي، وأن الجنود الأتراك الذين توغلوا في العمق السوري بالأمس جاءوا لأخذ متحفهم".
وأوضح المقاتل في تنظيم "داعش"، الذي يحمل اسم عبدالملك حماد، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن حقيقة ما حصل في نقل الضريح التركي هو نقل للجنود الأتراك الذين يحرسون المتحف، ونقل بقية الآثار التركية في المتحف.
وحول عدم التعرض للجنود الأتراك الذين اخترقوا الحدود السورية لإجلاء حراس الضريح، أشار إلى أن هذا المكان لا قيمة له حيث أنه مجرد شيء رمزي للأتراك، "ويعد أرض تركية بقاؤه معهم أو استيلاء الدولة الإسلامية عليه يدخل في السياسة الشرعية، وليس هناك أي محظور شرعي أن يتم تركهم".
وتابع قائلا "رمزية المكان لا تعني أنهم جعلوا منه طاغوتا يعبد من دون الله، وأنه موجود ولم يعرض للهدم بدعوى أنه يذكرهم بزعيمهم".
بينما قال مقاتل آخر، ويدعى ابن الصديقة، إنه "منذ استيلاء الدولة الإسلامية على الأرض المحيطة بالضريح التركي، لم نرى أي تعظيم أو عبادة فكيف يقولون هو ضريح يعبد من دون الله".
وقال مسؤولان تركيان كبيران لرويترز اليوم الأحد، إن الجيش التركي قام بعملية في سوريا في ساعة متأخرة من مساء السبت، لإجلاء جنود أتراك يحرسون ضريح سليمان شاه جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية. وقالت الحكومة التركية أواخر العام الماضي إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية تقدموا نحو الضريح الذي يقوم بحراسته عشرات من الجنود الأتراك.
وأصبح الضريح أرضا تركيا بموجب اتفاقية وقعت مع فرنسا عام 1921، عندما كانت تحكم سوريا. وتعتبر تركيا الضريح أرضا سيادية، وتعهدت مرارا بالدفاع عنه في مواجهة أي هجوم من المقاتلين.