باحث فرنسي: "داعش" يستهدف تطبيق شريعة العصور الوسطى
وصف الباحث الفرنسي أوليفييه قيام تنظيم "داعش" في ليبيا بنشر فيديو يظهر حرقهم لآلات موسيقية بأن التنظيم لا يستهدف تطبيق الشريعة، بل يسعى إلى محاربة التأثير الثقافي الغربي، مشيرا إلى أن القرآن والسنة لم يتضمنا تحريما للموسيقى.
وذكر الباحث المختص في شؤون الحركات الإسلامية ومؤلف كتاب "الدولة الإسلامية" في تقرير له على صحيفة "لونوفل أوبسرفاتور" الفرنسية أن القرآن لم يهتم بإصدار أحكام على الموسيقى، فقد كان الانشغال في القرن الأول على عدم خلط الموسيقى مع آذان الصلاة وتجويد القرآن، وخارج هذين الأمرين لم تبالي السنة بالموسيقى.
ويتابع الباحث بالقول إن بغداد ودمشق وقرطبة التي كانت عواصم للخلافة الإسلامية كانت أيضا مراكز للإنتاج الشعري والموسيقي، ففي قلب هذه المدن كان يتم استقبال العديد من المغنيين والعازفين، مشيرا، حتى وإن كانت الآلات الموسيقية محظورة داخل أسوار المسجد إلا أنه العديد من الاحتفالات الدينية يصاحبها أناشيد على أنغام الناي والدف والعود وآلة القانون العربي.
وينوه آن إلى أن التقاليد الموسيقية الدينية أثرت على النبرة الدينية، فالصوفيون استخدموا الأصوات الإيقاعية لمساعدتهم على التأمل.
ويلفت الباحث الفرنسي إلى أن تدمير داعش لآلات الساكسفون والأجهزة الإلكترونية الصوتية بمثابة حملة ضد التأثير الغربي نظرا لتراجع العالم الإسلامي، فالإسلاميون في ليبيا يضعون خطوطا دعائية جديدة تتفق مع موقعهم على اأرض كان يحكمها القذافي، الذي كان يوصف بالزنديق، وإلى جانب مصر التي تحارب الإسلاميين، لذا فهم يريدون أن يضعوا نظاما يخضع لقواعد إسلامية ترجع إلى العصور الوسطى، حينما لم يكن للغرب تأثير على العالم الإسلامي، وهو التوجه نفسه الذي اتخذه داعش في سوريا، وبوكو حرام في نيجريا، حينما أعلنوا أن التأثير الغربي خطيئة.
ويوضح الباحث أنه رغم ذلك لا يظهر داعش أنه معادي لكل أنواع الموسيقى، فالعديد من المواقع الجهادية تنشر أناشيد وأغاني دينية تحث على التقوى والقتال، بصوت غنائي لكن ليس مصحوبا بالآلات الموسيقية.