التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 08:15 ص , بتوقيت القاهرة

هل يوحد "داعش" أطراف الصراع في ليبيا؟

منذ سقوط الرئيس السابق لليبيا العقيد معمر القذاقي، دخلت البلاد دوامة من الصراع العسكري الشرس بين أطراف بتوجهات أيديولوجية مختلفة، اتفقت فقط على ألا تتفق، فمنابر الحوار الوطني تعددت، ولم يفلح أحدها في أن يصل بالفرقاء الليبيين إلى حل جذري للأزمة.



في ليبيا الكل يحارب الكل ولا أحد ينتصر، ففي أقصى الغرب تقاتل كتائب "فجر ليبيا"، المدعومة من حكومة المؤتمر الوطني غير المعترف بها دوليا، بقيادة عمر الحاسي، بينما في أقصى الشرق ترفع حكومة عبدالله الثني شعار "الشرعية لنا"، مستندة على دعم دولي وإقليمي، ودعم عسكري من اللواء خليفة حفتر قائد "عملية الكرامة".


وفي ظل هذا الحرب الطاحنة التي تقوض هيكل الدولة الليبية، يبدو التدخل العسكري هو الحل الأقرب لحسم الصراع بين الطرفين، اللذين يسيطر كل منهما على جزء من الدولة.



 


وفي الأثناء، فطن مقاتلوا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى الأهمية الإستراتيجية لمدينة سرت، وسط ليبيا، كونها الميناء الرئيسي لتصدير النفط في البلاد، ما دفعهم بسط نفذوهم عليها بالكامل، عقب مهاجمة جميع المباني الحكومية فيها، وعلى رأسها مجلس البلدية وجامعة سرت التي أعلنوا إيقاف الدراسة فيها، إضافة إلى الميناء الرئيسي وجميع القواعد العسكرية المحيطة بالمنقطة، معلنين حظر التجوال في كل شوارع المدينة.



وكانت سرت المدينة الساحلية، عاصمة للسياحة في ليبيا، واحتمى بها القذافي إلى أن أسقطه الثوار في 20  أكتوبر/ تشرين الأول 2011 بعد صراع على السلطة استمر قرابة 8 أشهر.


واليوم تمهد سرت الطريق لبيعة أمير "داعش" أبوبكر البغدادي، الذي تبث المساجد والإذاعات المحلية أغاني البيعة، له منذ سيطر التنظيم على المدينة قبل أسبوعين.



لكن تنظيم الدولة الإسلامية، ينتظر معارك شرسة في الشرق والغرب مع كتائب "فجر ليبيا" التي وصلت إلى مشارف المدينة، وقوات حفتر المتأهبة لاقتحام سرت، وتواصل قصفها جوا منذ بداية الغارات المصرية على "داعش" في درنة، ما ينذر بفتح جبهة جديدة للقتال في ليبيا محورها الرئيسي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".


وفي هذا السياق، يرى الخبير العسكري الليبي، عادل عبد الكافي، أن قيادة العسكرية لحكومة المؤتمر الوطني في طرابلس أقرت إرسال الكتيبة "166" إلى سرت لاستعادة السيطرة عليها وهي الآن على مشارف المدينة، وستدك التنظيمات الإرهابية الموجودة فيها لاستعادة هيبة الدولة.



وأضاف عبد الكافي لـ" دوت مصر"، أن بقايا نظام القذافي تعاونوا مع تنظيم الدولة الإسلامية، من أجل نشر الفوضى في سرت، ما سهل سيطرة "داعش" عليها، موضحا أن "الحديث عن تقدم حفتر لهذه المنطقة مستبعد، فهو لا يملك إلا 4 طائرات فقط.



وفي سياق متصل، أكد رئيس المجلس العسكري في برقة، العقيد حامد الحاسي، في اتصال هاتفي لـ"دوت مصر" من ليبيا، أن قواتهم تحاصر مدينة درنة وتحرز تقدمي عسكري كبير في هذه المنطقة، بعد القصف الداعشي على مدينة القبة شرق ليبيا، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 45 شخصا بينهم 6 مصريين يعملون في مقهى هناك، مشيرا إلى أن قصف "داعش" جاء ردا على الغارات المصرية الاثنين الماضي.
 
وعلى صيعد آخر، أوضح المحلل السياسي، باسل يسري، أن ليبيا على حافة التقسيم إلى 3 دول هي إقليم غربي وشرقي، وآخر في الوسط سيكون دولة لأمازيغ شمال إفريقيا، مشيرا إلى أن الوضع في ليبيا يحتاج إلى تدخل عسكري عربي، وبخاصة أن الغرب يتأهب الآن للدخول إلى ليبيا عبر مظلة "ناتو".



وفي هذا الإطار اعتبر يسري أن "ناتو" لم يكمل مهمته في ليبيا عقب سقوط القذافي، لكي يتاح له التدخل مرة أخرى، ويحصل الفاتورة السابقة من أموال الشعب الليبي، مضيفا أن "جامعة الدول العربية أمامها فرصة أخيرة لتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، من أجل تجنيب المنطقة تكرار سيناريو العراق في ليبيا"، على حد وصفه.