التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:53 م , بتوقيت القاهرة

"الخارجية".. وزارة المتحدث الأوحد

على اختلاف قطاعاتها وتعدد مسؤوليها، الذي يتخصص كل منهم في مجال بعينه، فإنك لن تجد سوى مسؤول واحد فقط بوزارة الخارجية يمكنه أن يجيب على أسئلتك واستفساراتك.


فإذا كنت أحد الصحفيين أو الإعلاميين أو حتى إذا كنت ممن لديه مصلحة ما يقضيها من خلال وزارة الخارجية وتحدثت إلى أحد المسؤولين فسيواجهك برد قاطع "المتحدث الرسمي هو المسؤول"، بحجة توحيد كافة تصريحات وزارة الخارجية، وعدم التضارب بينها.


ومع تعدد قطاعات وزارة الخارجية، التي تتضمن قطاعا للشؤون الأوروبية، وآخر للعربية، وثالث للشؤون الإفريقية، وغير ذلك من القطاعات التي تشمل وحدات تهتم بكافة جهات العالم، فإن المتحدث الرسمي يتحمل عبء التحدث باسم كافة هذه القطاعات.



ولا يقتصر الأمر على  قطاعات ديوان وزارة الخارجية، إلا أنه يمتد خارج الحدود المصرية، حيث إن أغلبية السفارات المصرية في الخارج تتبع نفس الرد بأن المتحدث الرسمي هو المخول له بالتحدث عن شؤونها .


السفير بدر عبدالعاطي المتحدث الأوحد لوزارة الخارجية، والشخص الذي يمكن أن ينطبق عليه صفة الدبلوماسية بكل معانيها.


براعة التَّعامل والحوار الراقي واللباقة، أهم ما تتسم به الشخصية الدبلوماسية للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، الذي يجد في الدبلوماسية وسيلة لتحقيق أهداف عمله في الحفاظ على العلاقات المصرية الخارجية.


ويرى معظم الصحفيين والإعلاميين كافة التصريحات التي يدلي بها المتحدث الرسمي  تصريحات مقتضبة تظل أمامها متعطشا وباحثا عن إجابة شافية لتساؤلاتك، إلا أن السفير بدر عبد العاطي يرى أن وسائل الإعلام لطالما أفسدت العلاقات بين الدول وربما كان ذلك سببا في قلة تصريحاته، واعتماد وزارة الخارجية على البيانات الرسمية بشكل أساسي.


مصدر دبلوماسي رفيع المستوي أكد أن إسناد مهمة التحدث باسم الوزارة لشخص بعينه موجودة في كل الوزارت الحكومية في كافة الحكومات، إلا أن هناك جهات سيادية تتعلق مهمتها بالأمن القومي للبلاد، أو كما يحدث في حالة وزارة الخارجية، فإن التحدث باسمها يبني عليه علاقات مصر الخارجية بما يجعل من الأهمية القصوى الحذر الشديد في إصدار أي تصريحات تمس سياسة مصر الخارجية، وهو ما تتبعه الخارجية المصرية.


وأشار المصدر، في تصريح لـ"دوت مصر"، إلى أنه بالرغم من التنسيق الشديد داخل أجهزة وزارة الخارجية، إلا أنه يتعين الحذر، خاصة في حالات العلاقات المتوترة التي قد تزيد من توترها أجهزة الصحافة والإعلام، التي قد تكون هي السبب في أحوال كثيرة في اختلاق أزمة بين الدول. 


عمل السفير بدر عبدالعاطي متحدثا باسم وزارة الخارجية لثلاثة وزراء، هم الوزير الأسبق محمد كامل عمرو، والوزير السابق نبيل فهمي، والحالي سامح شكري.



وعين عبدالعاطي متحدثًا رسميًا باسم وزارة الخارجية في يونيو 2013، وفقا لقرار أصدره الوزير الأسبق محمد كامل عمرو، وكان عبدالعاطي يشغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية للاتحاد الأوروبي وغرب أوروبا، كما سبق له العمل بسفارات مصر في كل من تل أبيب وطوكيو وواشنطن وبروكسل، فضلًا عن عمله في العديد من الإدارات بديوان عام الوزارة، من بينها مكتب وزير الخارجية ومدير شؤون فلسطين.