التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 08:23 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| "جنى" توحد دولا عربية تحت راية واحدة

تغيب موظفون عن عملهم في غير يوم إجازتهم، ولقي أطفال مصرعهم على يد سلاح غير الرصاص والصواريخ، وإغلاق طرق لدواعٍ غير أمنية.. والسبب "جنى".


"جنى" عاصفة ثلجية جديدة اتفق العديد من مراكز الأرصاد والتنبؤات الجوية على منحها هذا الاسم، لأنها ستجني كل ما تقابله من الثمار والشجر والعسل والعنب، وغيرهم من خيرات الأرض، بدأت العاصفة مساء أول أمس الأربعاء، ومن المتوقع أن تخف حدتها صباح الأحد.


"البحر الأسود.. تركيا.. سيبيريا"، تلك هي محطات العاصفة الثلجية "جنى" قبل وصولها إلى الشرق الأوسط، والتي تركزت على دول الشام بشكل خاص.


الأردن


بدأت ملامح العاصفة في التكون على أراضي الأردن، منذ مساء أول أمس الأربعاء، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى أن بلغت الصفر، الأمر الذي تبعه تساقط كثيف للثلوج على المرتفعات، واستمر تساقط الثلوج الخميس حتى كست المناطق الشمالية والوسطى في البلاد، وحسب وكالة الطقس الأردنية، من المنتظر أن تشتد العاصفة، اليوم الجمعة، حتى تغطي المملكة بكجميع محافظاتها عدا الأغوار والعقبة.



وأدت الثلوج إلى شل الحركة في الكثير من الطرق والشوارع، الأمر الذي أدى إلى توقف ما يزيد عن 150 ألف سيارة عن عملها يومي الخميس والجمعة، ما كبد التجار والشركات في المملكة الهاشمية خسائر تقدر بالملايين، كما أشارت الحكومة إلى وقوع الكثير من حوادث السير بسبب صعوبة الرؤية في ظل هذه الأحوال الجوية، ولم تكن تلك هي النتيجة الواحدة للعاصفة، بل امتدت إلى الحياة التعليمية، حيث تسببت في تأجيل الامتحانات بالبلاد.


وكانت السلطات الأردنية قد أعلنت، أمس الخميس، إجازة إجبارية لتلافي تفاقم الكوارث الناتجة عن تلك العاصفة، كما أصدر رئيس الوزراء الأردني، عبدالله النسور، قرارا بتأخير ساعات العمل يوميّ السبت والأحد إلى ساعتين، داعيا الأردنيين إلى عدم الخروج من منازلهم مبكرا، بسبب الأحوال الجوية السيئة، كما أعلنت الحكومة عن مساعدتها لـ2774 شخصا حاصرتم الثلوج والأمطار الغزيرة داخل منازلهم ومركباتهم، كما فعل مطار الأردن الدولي "علياء"، جميع خطط الطوارئ خوفا من مضاعفات تلك العاصفة.


فلسطين


وفي فلسطين، لم يختلف الوضع فيها عن الأردن، حيث بدأت العاصفة بشكل واضح مع بداية يوم الخميس، ما أدى إلى قيام الحكومة الفلسطينية بتجهيز  جميع الملاجئ للاحتماء من الثلوج، وتنشيط خطط الطوارئ حتى تتمكن من تقليل الأضرار الناتجة عن العاصفة، وقد أطلقت هيئات الطقس في فلسطين اسم "دامون" بدلا من "جنى" على العاصفة الثلجية.


وبدأت الثلوج بالتساقط على العديد من مرتفعات محافظة الخليل الشمالية، حلحول وبيت أمر، والجنوبية والغربية، دورا وتفوح، ومدينة الخليل ورام الله بكامل أحيائها، حتى أخذت في التراكم بهذه المناطق، وظهر التأثير واضحا على حركة المركبات في الطرقات الداخلية للمحافظة.


وفي رد فعل من الحكومة على تردي الأوضاع في مدينتي الخليل ورام الله، أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان، إغلاق الطرق الرئيسية والرابطة بين محافظات الضفة الغربية الفلسطينية، ومنها الطرق المؤدية إلى مدينة رام الله والبيرة.



سوريا


لم تكن الطرق والمدارس والتجارة وحدها هي ضحايا العاصفة "جنى" في سوريا، بل امتدت العاصفة وما نتج عنها إلى الأرواح البشرية، فحصدت منها  أرواح 3 أطفال سوريين، يوم الخميس، جراء اندلاع حريق بإحدى خيم النازحين السوريين على حدود لبنان، ناتجا عن مواد التدفئة بسبب العاصفة التي تضرب البلاد.


وبالعاصفة زادت مصائب سوريا، حيث تعيش سوريا في حرب داخلية بين تنظيمات مسلحة متعددة، وتعيش تحت قصف مستمر من طائرات النظام، والتحالف الذي تقوده أمريكا.


ولا يجد الأطفال في سوريا الكساء الذي يحميهم من الرصاص ولا البرد، ولكن على الجانب الآخر تستمر المحاولات العالمية في تزويد أهل سوريا بالأغطية والمواد الضرورية لإكمال الحياة.


لبنان


تسببت العاصفة "جنى" التي تجتاح لبنان حاليا في قطع العديد من الطرق الجبلية، منها طريق ضهر البيدر الرئيسي، الذي يربط بيروت بالبقاع اللبناني، ثم العاصمة السورية دمشق.


وعمل الدفاع المدني اللبناني على فتح الطرق المقطوعة في حراجل وفاريا وميروبا، وسحب السيارات العالقة جراء الثلوج لمساعدة الناس، والتقليل من الخسائر.


 وقرر وزير التربية والتعليم العالي اللبناني، إلياس بوصعب، إلغاء الدراس، اليوم الجمعة، وغدا السبت، جراء تراجع درجات الحرارة الشديدة، حيث بلغت العظمى في بيروت 10، والصغرى 5، وبلغت الحرارة في المناطق الجبلية ما دون الصفر.



مصر والعراق


وتأثرت مصر والعراق بتلك العاصفة، حيث انخفضت درجات الحرارة بشكل ملحوظ في الدولتين، وتساقطت الأمطار لساعات متواصلة في صباح يوم الخميس، كما شهدت بعض المناطق الساحلية تساقطا للثلوج.