التوقيت الجمعة، 10 يناير 2025
التوقيت 12:56 م , بتوقيت القاهرة

حوار| مدير "سي سي بلاس": "إحنا بنلمع عمل الحكومة"

أدارت شركة العلاقات العامة "سي سي بلاس" العديد من الحملات الانتخابية لمرشحي البرلمان والرئاسة، وعلى رأسهم البرلماني السابق، عمرو حمزاوي، والمرشح الرئاسي الأسبق، عمرو موسى، في انتخابات عام 2012، كما تتولى الشركة الجانب الإعلامي لعدد من الوزارات لفترة زمنية معينة.


وعن طبيعة عمل "سي سي بلاس" مع الحكومة خلال الفترة الأخيرة أجرى "دوت مصر" حوارا مع المدير التنفيذي للشركة، لمياء كامل.


ما هي طبيعة عمل "سي سي بلاس" مع الوزارات والمؤسسات الحكومية؟


عملنا مع الحكومة، يتمثل في توضيح الجانب الإيجابي، الذي تقوم به الوزارة، أو بعض الحقائب المستهدف التركيز عليها، والهدف هو أن يكون هناك صدى إعلامي للمشروعات الكبرى، التي لا يعلم أحد عنها شيئا، باستثناء قناة السويس، ومن هذه المشروعات، مشروع العلمين ومشروع المثلث الذهبي وغيرها، حيث إن التركيز عادة يكون على النواحي السلبية، كما أن النواحي الأمنية كانت تحتل جزءا كبيرا من الإعلام والرأي العام في الفترة الأخيرة.


وماذا عن عملكم في لجنة التواصل الإعلامي لمجلس الوزراء؟


لجنة التواصل شُكلت بصفة مؤقتة، وكان بها أعضاء كثيرين، من ضمنها شركة "سي سي بلاس"، وشركات أخرى، كان هدفنا مساعدة الحكومة بشكل تطوعي في التركيز على مشروعات معينة، بشكل مهني، وتقدمنا للعمل بها، وتم قبولنا وفقا للمعايير الموضوعة.


لماذا يتسم عملكم مع الحكومة بالغموض نوعا ما؟


لا أحب التطرق كثيرا لعمل الشركة مع الحكومة، حتى لا يقال بأي شكل إننا نسوق للشركة من خلال العمل معها، كما أن عملنا مع الحكومة تطوعي بشكل كامل، ودائما ما يثير لجوئها إلى شركات خاصة علامات الاستفهام، حول ماهية هذه الشركات والإجراءات المتبعة للاعتماد عليها.



وهل يعني ذلك قيامكم بدور إدارات الإعلام بالوزارات؟


إدارات الإعلام بالوزارات معنية بكتابة البيانات الرسمية وتوزيعها، إلا أن "سي سي بلاس" تتناول الموضوعات بشكل أكبر، وإن كانت معنية أيضا ببعض المشروعات، فأحيانا تحتاج الإدارات الإعلامية تغطية أكبر، ونعمل على توسيع الدائرة لتشمل مذيعي البرامج، ورؤساء تحريرها، ممن يتواصلون كثيرا مع الرأي العام. 


بشكل عام .. ماذا عن طبيعة عمل شركة "سي سي بلاس"؟


مع بداية عمل الشركة منذ 10 سنوات، كانت الاستشارات الإعلامية قائمة في معظمها بشكل مهني على الشركات الأجنبية والعالمية، التي تعمل بشكل مؤسسي ومهني، إلا أن الخدمة بأسعار مرتفعة جدا قد لا تناسب العميل المصري، الذي بدوره لا يستطيع التأقلم مع طبيعة الشركة الأجنبية.


وكيف يختلف تعامل شركة سي سي بلاس؟


تعامل "سي سي بلاس" مع العميل المصري مختلف، فهناك مرونة في التعامل، ومرونة أكثر في الأسعار، بحيث يكون متناسبا مع الشركات المصرية والعميل المصري.



وكيف كانت البداية؟


افتتحت "سي سي بلاس" بكوادر شابة، وعملنا مع مجموعة كبيرة من الشركات والمؤسسات، خاصة شركات الاتصالات، وتم التوسع تدريجيا حتى شمل عمل الشركة قطاع الأدوية والمؤسسات الحكومية والحملات الانتخابية و"مكملين" فيها.


وما هي الخدمات التي تقدمها الشركة؟


نقدم مجموعة من الخدمات، بداية من كتابة خبر حتى إدارة الأزمة، مرورا بالاستشارات وتدريب الكوادر بالمؤسسات وإدارة الشؤون الداخلية للموظفين، وتننسيق العلاقة بينه وبين الإدارة، بحيث تكون علاقة إيجابية مبنية على أهداف موحدة يتم العمل عليها من كلا الطرفين.


وماذا عن الجانب الإعلامي لعمل للشركة؟


الجانب الإعلامي يحتاج تركيز أكبر، خاصة لإنتاج محتوى جذاب، ويتناسب مع فكر الأغلبية من الناس، ويقدم احتياجات هذه الأغلبية بشكل مبسط، ومن هنا توجهنا للسوشيال ميديا من فيس بوك وتويتر ويوتيوب، وكنا أول شركة علاقات عامة تخترق مجال السوشيال ميديا، بحيث يكون لدينا منبر رسمي نضع عليه المحتوى الجيد الذي يتناسب مع طبيعة المتعاملين.


سي سي بلاس أول شركة للتسويق السياسي.. ما سبب ضآلة عمل الشركات الخاصة في هذا المجال؟


التسويق السياسي دائما يكون فيه حرج، حيث يفرض على الشركة أن تختار جانب ضد آخر، وبهذا فإن الشركات التي تعمل في التسويق السياسي لا بد أن تصنف نفسها لحساب طرف ضد آخر، وهو ما يضر مصلحة الشركات ويجعلها تبتعد عن التسويق السياسي، الذي يفقدها العديد من عملائها، وهو ما أدى إلى عزف الشركات الأجنبية على العمل في هذا المجال.



وهل أثر التسويق السياسي على عملكم؟


كان لدينا الجرأة أن نختار دون أن يكون لدينا مشكلة في التصنيف، ولا يهمنا هوية المؤسسة أو العميل أو مصادر تمويلها أو غيره، طالما لا يوجد عليهم أي شبهة جنائية، كما كان لدينا رؤية لأن تكون الشركة جزءا من التغيير الذي حدث في مصر، بداية من ثورة يناير أو الدستور أو ثورة 30 يونيو، وأن نكرس كل إمكانياتنا المادية للمساعدة في تلك المرحلة الصعبة.


هل من الطبيعي أن تعتمد الحكومة على شركة خاصة؟


في الدول الأخرى، من الطبيعي جدا أن يتم الاعتماد على الشركات الخاصة، وخاصة في مجال إدارة الأزمات، لأن العلاقة بين الحكومة والقطاع الخاص، ليس فيها أي جدال، ولكن في مصر ربما يكون هناك قلق حول وجود شبهة محسوبية أو فساد، ولنا تجربة سيئة في هذا المجال، وبالتالي هناك حساسية في هذا المجال.


اعتماد الحكومة على شركة خاصة هل يعكس قصورا معينا بمؤسساتها؟


إطلاقا.. لا يمكن للشركات الخاصة أن تترك عملها الأساسي، وتقوم بدور الحكومة، وعملنا مع الوزارات هو عمل موسمي، ولا يكون التركيز على وزارة معينة، بل جزءا من عمل هذه الوزارة في فترة معينة.


ماذا عن البرامج التدريبية التي تقدمها الشركة لموظفي الحكومة؟


ننظم برامج تدريبية للإدارات الإعلامية بشكل تطوعي، عبارة عن 4 أيام، مرة كل أسبوع، نقدمه لموظفي العلاقات العامة والإعلام، نتناول فيه بشكل أساسي كتابة الأخبار، وصياغة محتوى جيد منها، والتعامل مع السوشيال ميديا، وإدارة المؤتمرات والندوات، وتهدف تلك الدورات إلى تقوية العلاقة بين المصادر الصحفية مع الصحفيين والإعلاميين، وذلك في الوقت الذي شهدت فيه مصر تكثيف البث إعلامي في الفترة مابعد 30 يونيو.



وما الفائدة من عملكم مع الحكومة إذا كان تطوعيا؟


تطوعنا للعمل مع الحكومة كبداية، أملا في أن تسلك باقي الشركات نفس الاتجاه، وإذا اتبعت الحكومة طريقة المناقصات في هذا الشأن فإنه لن ينجح.


نظمتم أول مناظرة بين مرشحي الرئاسة في 2012.. من أين جاءت الفكرة؟


كل بلد متقدمة لا بد أن يكون بها مناظرة، تعرض للرأي العام قدرات كل المرشحين، تتمثل في الكلام عن برنامجه الانتخابي وقدرته على الرد والمناظرة وقوته كزعيم ورئيس، والمناظرة الأولى كانت مختلفة تماما، حيث تم الترتيب لها لأن تكون بين أكثر من شخصين، إلا أنها تمت في النهاية بين اثنين فقط، هما عرمو موسى وعبدالمنعم أبو الفتوح، فيما رفض الآخرون الانضمام، وتكمن أهمية المناظرة في أنها إما أن تثبت قدمك على مرشحك، أو أن هناك مرشحا آخر أفضل منه,


لماذا لم يلمس المشاهد أي فائدة منها؟


هذه وجهة نظر شائعة جدا ولكنها سطحية، فالواقع أنها كانت ناجحة، كأول مناظرة في مصر، والدليل على نجاحها، أنه رغم عدم نجاح عمرو موسى، إلا أنه أثبت قدرته السياسية والإدارية والزعامية فيما بعد، سواء في تشكيل جبهة الإنقاذ، أو لجنة الدستور، كما يشهد على ذلك، دوره في السياسة الخارجية، وهذا لا يمنع من القول إنها كانت تتضمن الكثير من الثغرات والأخطاء.



وما هذه الثغرات والأخطاء؟


كان من ضمن الأخطاء أن المناظرة تمت بين اثنين فقط، ومن المفترض أن تتم بين كل المرشحين حتى تتم المقارنة بشكل موضوعي، ولا يتخيل البعض أن من لم يقوموا بالمناظرة هم الأفضل، والخطأ الثاني أن المناظرة كانت مدتها طويلة جدا، 4 ساعات تقريبا، ما أضفى حالة من الملل على المتابعين، ولا بد أن تكون أقصر من ذلك وأن يتم تقسيمها على أكثر من يوم، وثالثا لا بد للمناظرة أن تركز على البرنامج الانتخابي، وليس مساوئ الشخص الآخر.


لماذا لم تتكرر المناظرة بين السيسي وصباحي؟


هذه كانت تجربة مختلفة، لأن المشير كان وزيرا للدفاع، وكان هناك نداءات له للترشح، وهو في أعلى مناصب الدولة، ولأن السيسي كان مرشحا شعبيا فكان لا يحتاج لمناظرة، قد يكون بها عدم إنصاف للمرشح الآخر، الذي له كامل الاحترام، بأن يستمر للنهاية أمام المشير، وهو ما يعكس قمة الوطنية.


أخيرا.. كيف ترين التطابق في اسم الشركة والرئيس السيسي؟


هذا التطابق كان صدفة تامة، حيث إن اسم الشركة "سي سي بلاس"، أطلق عليها منذ 2005، وهو الاسم الذي يرمز لـ "corporate communications plus"، وتم اختصاره للتسهيل.